سجن أبو غريب والتعذيب الوحشي
سجن أبو غريب والتعذيب الوحشي
نُقل الدكتور طالب بعد فترة إلى سجن أبو غريب الذي أسماه بمعسكر غسل الدماغ، إذ رأى فيه أنواعًا من التعذيب والإهانة حيث كان الجلادون يقومون بإهانة المساجين وتعريضهم لدرس صباحي ومسائي يقومون فيه بمناداتهم بالكلاب ويأمرونهم بمناداة أنفسهم بالكلاب والحيوانات وتقليد أصواتهم لعشرات المرات، بل إن أحد الشيوخ (رجال الدين) قد امتنع عن النباح في أول يوم تم فيه ذلك فانهالوا عليه بالضرب حتى مات.
بعد ذلك بفترة تم استدعاء الدكتور طالب ليصرِّح له مدير المكتب بأنه تم إطلاق سراحه بأمر من رئيس المخابرات برزان التكريتي، وبعد اقتياده خارج السجن وجد بصعوبة سيارة تصطحبه وعلم أن سائقها يسكن في نفس منطقته، إذ حكى السائق له أن أهل المنطقة ظنُّوا أنه مات بعدما أعلنت بعض الإذاعات إعدامه سرًّا، كما أخبره أن الشوارع خالية لاقتراب موعد الحظر الذي سبَّبته الحرب بين العراق وإيران.
وصل الدكتور طالب إلى منطقته ودخل بيت أخيه أولًا ليجد العائلة التي كانت مجتمعة بسبب الغارات الجوية، وقد فوجئوا برؤيته لينشأ جو من العناق والزغاريد وبكاء الفرحة، وأحضر له أخوه حلاقًا ليقوم بقص شعره ولحيته الكثيفين، ثم طلب أخوه مقداد من العائلة ألا يتم توجيه أي سؤال إلى الدكتور طالب نوعًا من المراعاة، لكنَّ أخاه الأكبر جعفر سأله سؤالًا واحدًا فقط قائلًا: ما أغرب شيء رأيته منذ دخولك وحتى خروجك؟ ليجيبه طالب: رأيت أناسًا موقوفين وقد نمت الطحالب فوق أجسادهم.
الفكرة من كتاب حكايتي مع صدام
مع صعود حزب البعث وتولي حكم العراق كانت السلطة الأمنية محكمة قبضتها على كل أمر في البلاد بتحكم مباشر من قِبَل نائب الرئيس آنذاك والحاكم الفعلي صدام حسين، وشملت هذه السيطرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالعراق، وبالطبع على رأسها جامعة بغداد وكلياتها وبالأخص كلية الاقتصاد والسياسة التي شهدت في عام 1976م حدث اعتقال الدكتور طالب البغدادي في أثناء إلقائه محاضرة لطلابه، ويصبح ذلك الحدث حديث المجتمع العراقي، في هذا الكتاب يحكي لنا الدكتور طالب تفاصيل حياته في هذه الفترة وما حدث له.
مؤلف كتاب حكايتي مع صدام
د. طالب البغدادي: أستاذ جامعي عراقي، حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة بواتييه بفرنسا عام 1973م، وعمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة بغداد عام 1974م وحتى اعتقاله ومنعه من العمل، ثم عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة الزيتونة في الأردن عام 1995م ورئيسًا لديوان رئاسة الجمهورية العراقية عام 2004م.