ستجدها في الداخل
ستجدها في الداخل
كما توجد مصادر للفرص خارج المؤسسة أو الشركة، توجد أيضًا مصادر لها داخل الشركة، وهناك خمسة أنواع تجدها داخل الشركة: أولًا: النجاح غير المتوقع، في حالة حصول نجاح غير متوقع في شركتك لا تحاول العودة إلى العمل القديم، بل ابحث عن مزايا جديدة في هذا النجاح وابنِ عليها، فالنجاحات غير المتوقعة توفر فرصًا جديدة لا بد من استغلالها في بناء نجاحات ومنتجات وكذلك خدمات جديدة. ثانيًا: الإخفاق غير المتوقع، لعلك تستغرب كيف نستغل الفشل، لكن الفشل إذا نظرنا إليه بطريقة صحيحة يمكننا استغلاله، فالفشل ليس خطأً أو مصيبة، بل نتائج غير موفقة يمكننا التغيير فيها من خلال نتائج ومنتجات جديدة مناسبة لنا.
ثالثًا: التغير في بنية الصناعة والسوق، فالسوق تتغير كل خمس سنوات والشركات الفاشلة هي التي لا تدرك ذلك، فلا بد من إدراك هذه التغيرات ورصدها، ليس رصد ما يحدث فقط، بل ما يتوقع حدوثه كذلك. رابعًا: رصد تناقضات السوق، توجد كثير من التناقضات بين الصناعات والخدمات وقيم المستهلكين وتوقعاتهم، أو تناقض بين الواقع والافتراضات، أو تناقض في منطق وإيقاع طريقة معينة، وسبب فشل التسويق في السوق أنه يعمل على افتراضات قديمة ويعتمد على التفكير المنطقي، وكي ينجح التسويق في استغلال الفرص لا بد من التفكير الحر القادر على استغلال التناقضات، مثل منتج الزبادي ودخوله لسوق الأطفال، أو وجود محطات الوقود في أسواق السوبر ماركت.
خامسًا: رصد الحاجة إلى طريقة، فتعرض سلعة أو خدمة ولكن بطريقة جديدة ومبتكرة، وذلك عن طريق الاستماع للعميل ومعرفة احتياجاته وسماع ما يشتكي منه واقتراحاته، كعدم تحمل العملاء للوقوف في صفوف البنوك، أو أنّ شحن بطاريات الكمبيوتر المحمول ينتهي بسرعة، ومثل هذه الفرص يمكن استغلالها.
الفكرة من كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
العالم متغير، كما أنّ سوق الأعمال دائمة التقلب والتحول، لكن كثيرًا من الشركات لا تواكب هذا التغير، وتنشغل وتحصر نفسها في حل مشكلاتها الداخلية وإدارة العمل اليومي، وهذا هو الفخ الكبير الذي تقع فيه الشركات، فلا تأخذ في اعتبارها البيئة الخارجية وما يستجد من أحداث وتحولات.
والتغير والتقلب في السوق يمكن أن يكون عائقًا لنجاح كثير من الشركات وسببًا في وقوعها، لكن الشركات الناجحة هي التي تستغل التغيرات والتقلبات الحادثة حولها، وتقتنصها فرصةً ثم تستغلها وتديرها وتحولها إلى منتج أو خدمة لعملائها، وهذا ما يقدمه إلينا هذا الكتاب، فهو يساعدنا على معرفة مفهوم إدارة الفرص، وطريقة استغلال الفرص وتحويلها إلى مصدر ربح.
مؤلف كتاب إدارة الفرص: الدليل التأسيسي والتشغيلي لمنظمات الأعمال
محمد مصطفى عبد القادر شلبي: استشاري إدارة الفرص، تخرج في جامعة الإسكندرية وحصل على الدراسات العليا في تكنولوجيا التعليم، ونشرت له أبحاث في الابتكار الإداري، ومن مؤلفاته: تحويل المشكلات إلى فرص.
بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر: تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل منها على درجة البكالوريوس في علوم الحاسب، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة واشنطن، شغل مناصب عدة في شركة سيسكو، كذلك منصب المدير التنفيذي لشركة أول نت، ويعمل الآن رئيسًا تنفيذيًّا للشركة السعودية للفنادق والمنتجعات السياحية.