سبل الترقي
سبل الترقي
إن طريقة تفكير المرء ليست ثابتة، إذ باستطاعة المرء أن يحوِّل طرائق تفكيره ويطور من نفسه ومهارته، وذلك كما فعلت جيني، إذ كانت تتسم بالصرامة، وتركز على أخطاء الآخرين وتنتقدها، مما أدى إلى انعزالهم عنها، لكن بعد أن تلقت الدعم، استطاعت الوقوف على أخطائها، وعملت على تلافيها من خلال طرح الأسئلة بدلًا من الانتقاد، وسعت إلى إدراك ما يمكنها القيام به بوضوح بدلًا من التركيز على أخطاء الآخرين، وبذلك استطاعت التحول من فئة الخبير إلى المنجز، ومع إنمائها للجانب الروحي تمكنت من التحول من فئة المنجز إلى المتفرد.
لذا من كان من فئة الخبير وأراد التحول إلى فئة المنجز فعليه أن يطور مهارات التواصل والنقاش لديه ويشارك في برامج تدريبية، مثل التفويض الفاعل للسلطات وقيادات المجموعات ذات الأداء العالي، أما من أراد أن يتحول من المنجز إلى الفردي فعليه أن يتأمل قيمة الأهداف بهدف تحسينها، ووضع أهداف كاملة ذات أثر عالٍ، أما من أراد التحول من منجز إلى استراتيجي فعليه أن يسعى إلى تطوير شركاء العمل، فيهيئ سبلًا لتعلم الأعضاء بعضهم من بعض ويخلق حالة من التلمذة المتبادلة.
إن الشركات العظيمة تعتمد على الأفراد قبل الرؤية والوجهة، فتسعى إلى اختيار الأشخاص المناسبين ووضعهم في الأماكن المناسبة، ومن ثم تحدد الوجهة التي سينطلقون فيها، كما أننا لو تأملنا تلك الشركات العظيمة فسنجد أن بها قائدًا يتميز بالتواضع والإدارة المهنية العالية أو ما يطلق عليهم قادة من المستوى الخامس، فهم يهتمون بالأفراد قبل الرؤية، ويواجهون صعوبات الواقع، ويسعون دائمًا إلى التغيير التنظيمي إلى أن يصلوا إلى نقطة الاختراق، وينظرون إلى أعمالهم من خلال أسئلة ثلاثة: ما الذي يمكن أن تتفوق الشركة فيه؟ وما أفضل الطرائق لاستثمار موارد الشركة؟ وما الذي يثير عواطف الموظفين؟ ومن ثم يتجاهلون أي شيء آخر.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.