سباق الخيرات
سباق الخيرات
كان رسول الله (ﷺ) لا يدع قيام الليل أبدًا، حتى إن فاته لمانع ما قضاه نهارًا، وقد قال: “أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل”، وكان يوقظ أهل بيته للقيام، وكذا الصحابة، فكان عمر بن الخطاب إذا انتصف الليل يوقظهم وهو يقرأ: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾، وكان الصالحون يدركون فضل القيام حتى لم يدعوه في الجهاد وأرض الغزو، وكان من فضل الله وكرمه أن بشرنا النبي: “أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة”.
وكان النبي أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، فمن ذلك فضل الشهر، وإعانة للصائمين على طاعتهم، ومنها جبر لخلل طاعتنا، وقد كان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام واعتكف عشرين يومًا في العام الذي قبض فيه، والاعتكاف انقطاع عن الدنيا وإقبال على الله (عز وجل) وخلوة معه، والمعتكف ليس مكانًا للسمر حتى كان الإمام أحمد يرى للمعتكف ألا يخالط الناس ولا حتى لتعليمهم القرآن.
أما عن الدعاء فقد تبعت آيات الصيام قول الله تعالى: ﴿وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، فكان من قول صاحب الظلال: “أي رقة وأي انعطاف وأي شفافية وأي إيناس؟ وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود؟ وظل هذا القرب؟ وظل هذا الإيناس؟”، وكان النبي (ﷺ) يقول: “إنه من لم يسأل الله يغضب عليه”، فكان من قول المناوي في ذلك “أنه من ترك السؤال إما قانط وإما متكبر وكل أمر من الأمرين موجب الغضب”.
الفكرة من كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ، وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءٌ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ”، فذا هو الشهر الكريم، وهذه نفحة من عطاياه من أول ليلة فيه، فيا باغي الخير لبِّ النداء وأقبل بكل جوارحك، وازهد الآن في الدنيا، وقصِّر أملك فيها، وأحسِن الظن برب كريم منحك هكذا شهرًا كريمًا، “ودبِّر لدينك كما دبَّرت لدنياك”، فإن الخسران كله أن ينقضي الشهر ولم تنهل منه.
يعدُّ الكتاب الذي بين أيدينا خطة عمل لكل مسلم يريد الاستعداد للشهر الفضيل، ليدرك فضله، وأبواب الخير فيه، وما قد يعوق سيره ليجتنبه، لعلَّ الله يقبلنا فيه ويكون لنا فيه بعثٌ جديد.
مؤلف كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وتميز بخطابه السهل الرقيق، وله عدد من المؤلفات والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
أول مرة أصلي.
سباق إلى الجنان.
الحرب على الكسل.
هُبي يا ريح الإيمان.