ساعد نفسك على أن تكون واضحًا
ساعد نفسك على أن تكون واضحًا
يفتقد الأشخاص المنشغلون بغيرهم انشغالًا مرضيًّا للصراحة في التعبير عمّا يقولونه أو ما يقصدونه، ويرجع ذلك إلى أن هذه الطريقة هي التي تعلموها للتواصل مع الغير، فلا يكون ذلك تعمدًا منهم، وإنما من الوارد أن يكون الدافع وراء ذلك هو الخوف من الرفض أو من فقدان السيطرة، وهم بذلك يجهلون أهمية أن يكون الشخص واضحًا ومحددًا تجاه نفسه ومن حوله، فقد يجعله ذلك يدور حول نفسه سنواتٍ دون أن يستطيع وضع هدفٍ واحدٍ يجعله يسير نحو بناء ذاته بدلًا من الانشغال بغيره، فوضع الأهداف الخاصة والعمل عليها يعتبر أقوى أداة للشخص تجعله ينأى بنفسه عن الاهتمام بأمورٍ لا تفيده ولا تعنيه، كما أن تحديد الأهداف وتحقيقها يكسبنا رؤية ذاتية لما نمر به في حياتنا الخاصة، ويجعلنا مع الوقت نصل إلى كيفية الموازنة بين ما يمكننا تغييره وما يتطلّب منِّا تقبلّه على وضعه دون إرهاق أنفسنا في محاولة تغييره دون جدوى.
ولا ننسى أننا ربما نتعرض لفقدان تلك القدرة على الموازنة في بعض الأحيان، ويعود إلينا التيه والتخبط من جديد، فإن ذلك يعد طبيعيًّا، وليس من الصعب تجاوزه، بالتحاور مع النفس والرفق بها أولًا وطلب المساعدة ربما من صديقٍ يفهمنا، مع الاستمرار في رعاية أنفسنا وتقديرها على أي حال.
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.