سؤال لماذا ننمي؟
سؤال لماذا ننمي؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجب أولًا أن نفرق بين دول العالم الأول والثاني والثالث، فالعالم الأول تمثله الدول التي حققت التنمية عن طريق الرأسمالية، أما العالم الثاني فتمثله الدول التي حققت التنمية عن طريق الاشتراكية ، وأخيرًا دول العالم الثالث التي لا تزال تكافح ويلات التخلف.
على سبيل المثال، إذا قارنا القطاع الزراعي في بلد من بلاد العالم الأول ببلد من العالم الثالث، فسنجد أن هناك عددًا من العوامل التي تتضافر معًا ليتمكن المواطن في العالم الأول من الحصول على الدخل المناسب ليتمتع هو وعائلته بكل ضرورات الحياة وكمالياتها، أو تتضافر فلا يحصل المواطن في العالم الثالث على ما يكفي حتى للإيفاء باحتياجات جسده اليومية. هذه العوامل تتضمن البحث العلمي، والآلية المتطورة، والتسويق الفعال والدعم الحكومي بالإضافة إلى عوامل البيئة السياسية، مثل النواب الذين يمثلون القطاع ويتجاوبون مع مصالحه ومتطلباته.
لماذا إذاً ننمي؟ لأننا نريد للمواطن في العالم الثالث أن يحظى بنفس مستوى الدخل والخدمات التي يتمتع بها أخوة له في الإنسانية في العالم الأول، مع الحرص على ألا يتم تغيير هذا المواطن ليلتزم بنفس القيم التي يلتزم بها مواطن العالم الأول، أو أن يتم نقل تقاليد العالم الأول إلى العالم الثالث.
وننمي كذلك لأنه من دون التنمية يستمر التخلف، وباستمرار التخلف يستمر الفقر، وباستمرار الفقر تنعدم كل مقومات الحياة البشرية الكريمة، ومن ثم يستمر الفارق الرهيب بين البشر وتزداد الهوة بين الأغنياء والفقراء.
الفكرة من كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
عبر السنين ظهرت كمية هائلة من الأدبيات التي سميت ب”علوم التنمية”، فمنها ما درس التنمية من جانبها الاقتصادي ومنها ما اهتم بالعوامل السياسية أو ركز على العناصر النفسية، ومنها ما حلل الجوانب الاجتماعية أو غيرها من الجوانب، لكن هذه الأدبيات جميعًا كتبها اختصاصيون ليقرأها اختصاصيون آخرون، فأصبحت قراءة هذه الكتب بمعادلاتها ورسومها البيانية والجداول والإحصائيات التي احتوتها شاقة الفهم على غير المتخصصين.
من هنا يأتي هذا الكتيب ليناقش التنمية بأسلوب بسيط يمكن للقارئ العادي أن يفهمه، فيقصد بالتنمية التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نجحت بعض دول العالم دون البعض الآخر في الوصول إليها، فمحصلة الفارق بين حالة المواطن في الدول الصناعية وحالته في دول العالم الثالث هى التنمية. في هذا الإطار يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة الأربعة الأساسية: لماذا، ولمن، وماذا، وكيف ننمي؟
مؤلف كتاب التنمية ..الأسئلة الكبرى
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد حصل على الدكتوراه من جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا وزير للمياه والكهرباء ثم أخيرًا ك
وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.