زيجات غير متكافئة
زيجات غير متكافئة
يرفض المجتمع بعض أشكال الزيجات التي تتم تحت مسمى الحب، ولكنها تفتقد التكافؤ في أحد جوانبه الاجتماعية أو المادية أو العمرية، مثل من تتزوج رجلًا بعمر أبيها أو العكس، أو امرأة غنية جدًّا وزوج فقير كادح، أو زوج متعلم وذو مكانة مرموقة وزوجة أمية لم تكمل تعليمها، بالإضافة طبعًا إلى الزواج من أجنبي أو من زوجة على دين مخالف.
ومن أكثر الزيجات التي يستنكرها المجتمع هي التي يكون فارق السن فيها كبيرًا بشكل مبالغ فيه، وغالبًا ما يكون غرض الطرف الأكبر عمرًا استمتاعًا حسيًّا، وغرض الطرف الأصغر مصلحة نفعية من مال أو مكانة، ومثل هذه الزيجات تواجه تحديات كبيرة بسبب اختلاف الجيلين، ففارق العمر يزيد فارق النضج، وكل طرف منهما ينتمي إلى جيله بموضاته وأغانيه ومأكولاته المفضلة وحتى تطلعاته المستقبلية وما يستحسن أو يستقبح، وحتمًا يحدث الصراع ولا بدَّ حينها لأحد الطرفين أن يتنازل ويعيش وفق مساحة أكبر لشريكه، الأمر الذي يظل مرهونًا بمنفعة محددة ترجع عليه، فإذا حدث فيها خلل كان ذلك نذيرًا بالعصيان والتمرد.
ولا ينفي ذلك وجود استثناءات، فأحيانًا يتوافق الطرفان رغم فارق العمر الكبير بينهما وقد يكونان أكثر سعادة من المتقاربين عمريًّا، وغالبًا ما يكون السبب أن الطرف الأصغر سنًّا قد نضج قبل أوانه وانتمى نفسيًّا إلى جيل يسبقه، فأصبح متماهيًا مع شريكه في التطلعات والقناعات، مع كون الطرف الأكبر سنًّّا عطوفًا وحانيًا يشمل الطرف الأصغر بقدر من مشاعر الوالدية التي يتطلَّع إليها فيه.
غير أن عدم التكافؤ الفكري أخطر صور عدم التكافؤ، فالمتباعدان عمريًّا قد ينسجمان معًا إذا اتفقا فكريًّا، والفارق الاجتماعي أو المادي يعوضه كذلك التقارب الفكري، أما التباعد الفكري فلا شيء يعوضه، وقد يصيب أغلب الأزواج ملل عاطفي أو جسدي أو فكري، فينتهي الملل الجسدي بعد فترة ويعود الشوق، والعاطفة يمكن إحياؤها، أما الملل الفكري فهو علة مزمنة، إذ يفقد شريك حياتك جاذبيته في عينيك إن كنت تراه مختلف الفكر ولا يجمع بينكما حديث مشترك.
الفكرة من كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
الحب فطرة وغريزة إنسانية والزواج من الاحتياجات النفسية الأولية للإنسان، فلا يتعلم كيف يحب، ولكنه يجد نفسه واقعًا في الحب وراغبًا في الزواج، فوجود رجل وامرأة يعيشان معًا هو النسق الطبيعي الذي تستقيم به الحياة، فيأنس كلاهما للآخر، وتتشابك حياتهما وتؤصل العشرة لحياتهما معًا، وتتطوَّر صورة الحب بين الأزواج عن الصورة النمطية للحب حتى تتعالى عليها، فلا يحتاجان إلى التصريح بما هو بدهي بينهما، وترى الحب حينها أكثر تجليًا في اللحظات التي تهدِّد حياتهما معًا على صورة خوف وحرص ورعاية.
بين صفحات هذا الكتاب يقوم المؤلف بمحاولة للوقوف على ما يجعل الزيجات صحية، ويوضح الفرق بين الحب والزواج، ويسرد صفات شريك الحياة الجيد، والحل عند الانفصال والرغبة في بداية جديدة.
مؤلف كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
عادل صادق: طبيب نفسي وكاتب، شغل العديد من المناصب منها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ولد في 9 أكتوبر 1943 وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وألف أكثر من 30 كتابًا بالعربية والإنجليزية منها:
مباريات سيكولوجية.
كيف تصبح عظيمًا.
متاعب الزواج.
أسرار البيوت في العيادة النفسية.