زيت الحِيتان
زيت الحِيتان
لقد بدأت حاجة البحث عن مصدر جديد للطاقة حين شارفت حيتانُ العنبر التي استُخدم زيتها وقودًا للمصابيح على الانقراض؛ نتيجةً للصيد الجائر، وتزامن ذلك مع اكتشاف النفط نتيجة عملية الحفر في آبار الملح، وهنا بحث “صَموِيل إم. كِير” -مالك آبار الملح- عن استخدام لذلك النفط، ومن ثم بدأ تقطير النفط إلى وقود للمصابيح، ومع الوقت استُبدِلَ النفط بالفحم، ورُوَيدًا رُوَيدًا أصبح النفط المصدر الرئيس للطاقة على مستوى العالم، والآن حين نُلقي نظرةً سريعة على الحاضِر نجد ارتفاعًا مهولًا في أسعار النِّفط، وتوقعاتٍ بقلة المصادِر، ما يجعلنا نطرحُ سؤالًا مُهمًّا
هل سيحدث للنفط ما حدث لزيت الحيتان؟ في الحقيقة إن الاعتماد على النفط يتزايد لدرجةٍ جعلت الولايات المُتحدة عام 1970م تُعلن نفسها مُستوردًا صافيًا للنفط، وقد طرح الدكتور إِم كِينج هُوبَرت افتراضًا لمُنحنى سلوك النِّفط حتى نفاده، وشابه هذا المُنحنى الجرس في انحنائه، وقد تنبأ دكتور هُوبَرت بنهاية عصر النفط في عام 2060م أو 2070م تقريبًا، وقد أدّى هذا السعي المحموم للحصول على النفط إلى ظهور عديد من العقبات والمُشكلات،
، أبرزها قضيّة المعايير الأخلاقية المُزدوجة، التي لم تتوقف فقط عند حد الضرر البيئيّ، بل وصل إلى حد الارتشاء، وانتهاك حقوق الإنسان، وحوكمَة الشركات كذلك، ومن أبرز الحوادث البيئيّة الناتجة عن النِّفط حادثة التسرب النفطي للناقلة إِكسُون فَالْدِيز، إذ ارتطمت الناقلة بحَيْدٍ جليديّ في صباح الرابع والعشرين من مارس عام 1989م، وقد استغرق التنظيف جهدًا كبيرًا لم يحدُث من قبل في تاريخ الولايات المُتحدة الأمريكيّة، وعانت شركة إكسون من أثر هذا الحادث في صورتها العامة لسنوات،
وتَلَتْ هذه الحادثةَ حادثةُ “كَازَاخ جِيت” المُتعلقة بالرشاوى النفطيّة، أمّا حادثة الإبادة الجماعية في دارفور بالسودان، فقد تربعت على عرش انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام النفط فيها وقودًا للحرب الأهليّة، والإبادة الجماعيّة، والتطهير العرقيّ.
الفكرة من كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
لقد بدأت قِصّتنا مُنذ ملايين السنين في باطِن الأرض، حين بدأت سُنن الله في كونهِ بالمُثول، وأثرت العمليات الجيولوجيّة في الحفريات، حينها تشكلت مادّةٌ تصارعت عليها الدُّوَلُ والأمم، وأثرت في العالم الاقتصادي بشكلٍ بالِغ، حتى أصبحت جميع الدول باختلاف أحوالها الاجتماعية والاقتصاديّة رهينةً لديها، هذا الكِتاب تسطيرٌ للإجابة عن سؤال “كيف وصلنا إلى هُنا؟ وكيفّ أثَّرَ النفط في الاقتصاد العالميّ؟”.
مؤلف كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
روبرت سليتر : مؤلّف بريطانيّ، تخرّج في جامعة بنسلفانيا وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة والاقتصاد، وحصل من جامعة لندن على شهادة الماجستير في العلاقات الدوليّة، عمِلَ لدى وكالة الأنباء الأمريكيّة يونايتد برس، ومجلّة تايم الأمريكيّة.
ومن أبرز مؤلفاته:
Soros: The Unauthorized Biography, the Life, Times and Trading Secrets of the World’s Greatest Investor.
Jack Welch & the G.E. Way: Management Insights and Leadership Secrets of the Legendary CEO.
29 Leadership Secrets from Jack Welch.
معلومات عن المُترجم:
مُحمّد فتحِي خِضر: مُترجم، ومُراجِعٌ لغويّ مصريّ، تخرّج في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزيّة عام 1999م، وعمل مع عديد من المؤسسات العربيّة منها: مكتبة جرير، والمركز القومي للترجمة، ومجموعة النيل، وله من الكُتب المُترجمة، مثل: “العادات الذرية”، و”بهجة الحياة البسيطة”، و”ماكينة الأفكار”، و”أخلاقيّات الرأسماليّة”، و”الحرب الباردة”.