زوبعة في المجلس القصيمي
زوبعة في المجلس القصيمي
جمع ابن رشيد فلول جيشه ورابط بها في الشنانة بينما انتقل ابن سعود بجيشه إلى الرَّس، وعَسْكَرَ الطرفان في موقعيهما قرابة شهرين ملَّ فيهما الجنود من مواصلة حالة “اللا قتال” هذه، حتى أوشك ابن رشيد على الانسحاب ففاجأته جنود ابن سعود ودارت بينهما معركة ضارية سنة 1322هـ عُرفت بالشَّنَّانَة، هُزمت فيها جيوش ابن رشيد وتفككت جبهته ولم يبق معه سوى سبعمئة جندي وصل معهم إلى الكهفة، ورغم أن ابن رشيد لم يلق حتفه سوى بعد عامين من هذا التاريخ في معركة روضة مَهَنَّا، فإن معركة الشنانة شكَّلت الموت السريري للخطر القادم من جهته.
كما لعبت تلك المعركة دورًا مهمًّا في بدء المفاوضات بين الدولة العثمانية -التي أدركت ما يرنو إليه آل سعود- وبين الملك عبد العزيز الذي أراد تحييدها في نزاعه مع ابن رشيد، وخلصت المفاوضات إلى وضع قوات عثمانية في القصيم ترفع العلم العثماني، حينها انقسمت القصيم إلى فئات ثلاث، ففضل أمراء عنيزة وأهلها موالاة آل سعود، وفضل زعماء الرس التعاون مع ابن رشيد بينما اختار أمراء بريدة التبعية للعثمانيين ما دفع الملك إلى القبض على أميرها «صالح المَهَنَّا» وعين مكانه عبد الله أبا الخيل.
على أن أوضاع بريدة لم تستقر، فقد تمرد أبو الخيل هو الآخر سنة 1326هـ فحاصره الملك في قصرها حتى استسلم، ورحَّله إلى العراق وعين مكانه أحمد السديري، وبعدها حصلت بريدة على استقرار حقيقي.
تجدر الإشارة هنا إلى أن تلك الأحداث وقعت بعد مقتل عبد العزيز بن رشيد، إذ استتب الأمر لآل سعود وتفرغوا لحل مشكلات -عُدت من قبل- جانبية، ومنها مشكلة الحامية العثمانية في القصيم، إذ استفزته مطالبتهم بإقليم تحت سلطتهم، فمنع بيعهم الأطعمة وضيق عليهم حتى اضطروا للخروج سنة 1324هـ.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.