زواج عائشة (رضي الله عنها)
زواج عائشة (رضي الله عنها)
كانت عائشة (رضي الله عنها) من أحب زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) إليه، وفي عصرنا هذا يُثار كثيرٌ من الإشكالات عن عمرها حين تزوَّجته، ففي الحديث ذكرت أنها تزوَّجت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي بنت ست سنين، وأن أمها أسلمتها إليه وهي بنت تسع سنين، فأما الزواج في سن صغيرة فلم يكن خاصًّا بالمرأة، بل إن هناك صبية تزوجوا صغارًا ، وفي ذلك الوقت والمجتمع كان زواج الصغار الصغيرات عُرفًا وأمرًا غير مستنكر، فابن عمر زوَّج ابنه صغيرًا، وأن غير واحد من الصحابة زوَّج ابنته وهي صغيرة.
وعائشة (رضي الله عنها) تسبقنا بقرون من الزمن، فربما يعسر علينا تصوُّر ذلك لبعد الزمن، وحتى إن سألنا جدَّاتنا عن أعمارهن حين تزوَّجن لعرفنا أن أعمار معظمهن كانت بين الحادية عشرة والثالثة عشرة، وهذا قبل نحو سبعين سنة، فكيف بمن سبقونا بمئات السنين! وأما استشكال أن يكون تحديد العمر غير دقيق فمدفوعٌ بكون الحديث جاء في الصحيحين، ومن عرف علم الحديث ودقة المحدثين عرف أن الحكم بصحة الحديث لا يأتي عبثًا.
والبعض يثير استشكالًا آخر عن كون زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) من عائشة مخالفًا لاستئذان البكر، إلا أنها (رضي الله عنها) كانت قوية الشخصية لها رأي مسموع ولسان بليغ، فلو كان حقها مسلوبًا في الاختيار لنقل ذلك عنها، أو كانت سكتت ولم تمدح، إلا أنها- على العكس- (رضي الله عنها وأرضاها) كانت تُفاخر بذلك الزواج، وتبالغ في الثناء على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتتحدَّث عن رحمته وحنانه ولطفه مما يظهر اغتباطها وسعادتها، كما كانت مواقفها بارزة في أثناء حياته (صلى الله عليه وسلم)، وكذلك بعد وفاته.
الفكرة من كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والتي يُشكَل فهمها عند كثير من الناس، فيناقشها ويحلِّلها بأسلوبٍ علمي متأدِّب، مقنعٍ ومطمئن، يجمع بين الحجة العلمية الرصينة وجوٍّ من الأُلفة واللطف تبثُّه المواقف والحوارات التي ترويها الباحثات.
مؤلف كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
مجموعة من الباحثات المتخصصات في مختلف أبواب الشريعة، انتُدبن واجتمعن ليكتبن هذا الكتاب من واقع علم وخبرة، ويجمعن فيه الأحاديث المشكِلة في قضايا المرأة ليعالجنها، بعد مناقشات في مجموعة “سنتي” التي يُشرف عليها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس والذي اقترح عليهن إعداد الكتاب.
والباحثات هنَّ: الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي، والدكتورة إقبال بنت علي العنزي، وسميحة بنت عبد الله الحمادي، وجنة بنت إبراهيم الشرماني، والدكتورة شيخة بنت عبد الله المطوع، والدكتورة سندس بنت عادل العبيد، والدكتورة نعمات بنت محمد الجعفري، والدكتورة مها بنت منور المطيري، والدكتورة نورة بنت محمد العجمي، ونورة بنت يحيى الذكي، وهناء بنت عبد الله المطوع، والدكتورة وفاء بنت راشد الشبرمي، وهند بنت عبد الله المشرف.