زواجٌ مُبكِّر ودخول المجال السياسي
زواجٌ مُبكِّر ودخول المجال السياسي
تحوَّلت فاطمة إلى مرحلة مهمة في حياتها بعدما حدث شجار بينها وبين زوجة أبيها جعلها تترك منزلها وتلجأ إلى منازل أعمامها في الريف، وقد حاول أبوها إعادتها لكن فاطمة اشترطت عليه شرطًا غريبًا وهو أن يقوم بتزويجها رغم عمرها الذي لم يتعدَّ آنذاك الخامسة عشرة، وكان قدرها أن وقع إعجاب بينها وبين أحد أصدقاء والدها الذي يُدعى “أوفقير” ويعمل ضابطًا في الجيش الفرنسي، وبالفعل تقدَّم أوفقير لطلب يد فاطمة رسميًّا وقد وافق أبوها بعد تردُّد، وتم زواجهما عام 1952م في احتفالٍ ضخم دام اثنين وعشرين يومًا، وفي عام 1955م أنجبا طفلتهما الأولى مليكة، ولم يمر وقت طويل حتى أنجبت ثلاثة أولاد آخرين وهي لم تتعدَّ الثانية والعشرين من العمر.
مع تصاعد الانتفاضات السياسية، نجحت فرنسا بعد تواطؤ زعماء القبائل في خلع السلطان محمد الخامس، ونصَّبت مكانه أحد تابعيهم الذي يُدعى “محمد بن عرفة”، لتدخل فاطمة المجال السياسي وتنظم الاجتماعات السرية مع الوطنيين الداعين للاستقلال، وكذلك أوفقير الذي كان يقدِّم لهم معلومات ثمينة عن قيادة الأركان الفرنسية بحكم منصبه، كما ساعدت فاطمة على نقل الأسلحة والمعدات في سيارتها التابعة للمفوضية مستغلة عدم تعرضها للتفتيش.
ظهرت تحركات المقاومة في مدن الدار البيضاء وفاس ومراكش وأغادير وغيرها، وتبعتها اعتداءات واعتقالات المُستعمر الفرنسي، وساد العنف من الجانبين، حتى تجرأ أوفقير بالذَهاب بنفسه إلى السلطان المُعين “بن عرفة” وأقنعه بالتخلِّي عن العرش بسبب تلك الأحداث، وبالفعل اقتنع بن عرفة وفي صباح اليوم التالي ترك المغرب متوجهًا إلى فرنسا حيث عاش فيها حتى مماته.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.