زمن ضنك أم زمن فرص؟!
زمن ضنك أم زمن فرص؟!
يسترجع مصطفى محمود ذكريات أيام الهدوء والسكينة والشاعرية التي كانت تلفها ورتم الحياة الهادئ، حيث لا قلق ولا توتر ولا استعجال، حيث العدو واحد وهو الإنجليز، فلا انقسامات داخلية بين تيارات يمين ويسار وشيوعية وماركسية، أما اليوم فقد تغير كل شيء حتى عناوين الصحف والأفلام كلها تحمل عنفًا وقسوة وتحدٍيًا، وتسبُّ دول بعضها بعضًا والشعب الواحد منقسم، والتلوث يهدد الأرض والإرهاب يعيث فيها فسادًا، وحروب ومجاعات وأزمات طاقة وثورات إننا حقًّا في زمن الضنك!
وعلى الرغم من كل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي كسبته البشرية؛ فإنها خسرت النبل والإنسانية والبساطة والمحبة، لأن ما نعيش فيه الآن حدث بسبب وقوعنا في شباك الدول الكبرى التي أصبحت تحركنا لأهدافها، فنقتل بعضنا بعضًا ونوفر لهم الدم والمال وسوء السمعة، ورغم ذلك فلم يسلم الكبار من النار التي أشعلوها، وأصبح البلاء عامًّا في أوروبا وأمريكا كذلك.
ولكن يظل الأمل في الأفراد والجماعات الصغيرة التي نذرت نفسها للخير والعلم والعمل، ولأجل أولئك يحفظ الله الأرض ومن عليها، فهذا الزمان قد جمع بين أقصى الشر وأقصى الخير، وأقصى العلم وأقصى الجهل، وربما كانت ميزة هذا الزمان أنه زمان الفرص، والسعيد من يغتنم تلك الفرص ويكون من المصلحين غاضًّا الطرف عما سيجني من وراء فعله، فسوف يسحب التاريخ بساطه ويمحو آثار الجميع، إلا ما ينفع الناس فإنه يمكث في الأرض.
الفكرة من كتاب السؤال الحائر
يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب عدة قضايا عبارة عن تأملاته الشخصية في أمور نفسية واجتماعية ودينية، فيتساءل أين نجد السعادة الحقيقية والحب، وهل الفن من الأمور المحرمة وما حقيقة الحياة بعد الموت، وكيف لعلم النفس أن يقوم بتجارب معملية على الإنسان؟ وغيرها من القضايا المحيرة التي يحاول الكاتب الإجابة عنها.
مؤلف كتاب السؤال الحائر
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي 2009.
كتب أكثر من ثمانين كتابًا في مجالات متنوعة، وقدَّم أكثر من 400 حلقة في برنامجه التلفزيوني “العلم والإيمان”.
من مؤلفاته وكتبه: “محاولة لفهم القرآن – الذين ضحكوا حتى البكاء – الروح والجسد – الأحلام”.