زعماء الإنترنت

زعماء الإنترنت
حينما نتحدث عن القُوى المسيطرة على الإنترنت، والمحققة لأكبر المكاسب والأرباح من زيادة مستخدميه، فالبداية يجب أن تكون مع البوابة الملكية وحارس المكتبة وأمينها، بل وكاتم الأسرار جوجل. ففي عام 1998م، أعلن “بيل جيتس” مؤسس شركة مايكروسوفت تخوفه ظهور اختراع يأخذ الضوء من شركته، وبالفعل حدث ما كان يخشى “بيل جيتس” وظهرت جوجل في عام 1998م، التي أسسها “لاري بيج” و”سِيرْجِي مِيخَائِيلُوفِيتْشْ بْرَيْنْ” ومن وقتها تغيّرت أمور كثيرة.
فإن أردنا أن نشبّه جوجل، فهو كالشخص المتطفل يريد معرفة كل التفاصيل عن مستخدميه، ويستغل هذه المعرفة لتحقيق أرباح بمليارات الدولارات، فكما قال رجل أعمال أمريكي عندما سُئل: كيف تحقق جوجل أرباحها؟ أجاب: إنها استطاعت أن تجعلهم يشترون الكلام! فالآلية التي يعمل بها محرك البحث تعتمد على وضع قائمة من “أسعار الكلام” الذي تشتريه الشركات حتى تظهر في أولى نتائج البحث.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن ينكر فضل جوجل في تمكين المعرفة وإتاحتها للجميع، إذ رَقْمَنَ الكتب الورقية، والأبحاث والأوراق العلمية تبعًا لمشروعها الذي بدأ عام 2002م، فإن جوجل أعطت للجماهير حق الحكم على هذه المعرفة بكونها جيدة أم لا، فالجودة لم تعُد تغلب الكثرة بل العكس، فطريقة جوجل الهندسية في التعامل مع المعرفة تعتمد على “حكمة الجماهير”، فحدثت المساواة بين المقبول شعبيًّا والجيد والرائج من المعرفة دون النظر إلى جودته.
وقد أطلقت الشركة في عام 2013م مشروعها “بالونات جوجل” لزيادة عدد مستخدمي الإنترنت في العالم مما يزيد من تأثيرها وأرباحها.
والآن بعد أن تعرفنا على كاتم الأسرار جوجل، نأتي إلى مَسرح الثلاثة مليارات مؤلف “فيسبوك”، وفلسفة فيسبوك لا تختلف كثيرًا عن جوجل، فهو يريد تحقيق الأرباح ويفعل هذا من خلال تقديم فرصة تواصل اجتماعي بعيدًا عن مراقبة الكبار، كما أن الكبار يهربون إليه لمراقبة أبنائهم أو حتى لمشاهدة “شباب الفيسبوك”، والشركات تقتحم عالم فيسبوك للالتقاء بهذه الفئات لتعرف ما يحبون وما يكرهون وتعرف رأيهم بها، وتُروج لمنتجاتها.
وقد أدى فيسبوك إلى حدوث تغييرات على مستوى الأصعدة الإعلامية والسياسية، فالجميع بإمكانه النشر والحديث عما يريد، وقد شهِدنا انطلاق ثورة يناير منه، ولكنه أحدث أضرارًا كثيرة في نفوس البشر منها ضعف ثقتهم بأنفسهم، ومحاولة إقناع الآخرين بقيمتهم من خلال الصور والفيديوهات والكلمات، وعدم الشعور بالأمان، وغيرها.
الفكرة من كتاب نبوءة آمون: موجز تاريخ الإنترنت
لا تخلو الحياةُ اليوم من ظهور ابتكارات تجعل الحياة أكثر سهولة وتربطها بشكل أكبر بالإنترنت، فأنت أصبحت تُفضل التسوق عن طريق الصفحات والتطبيقات بدلًا من النزول من منزلك لفعل هذا الأمر مُتَحَجِّجًا بتَوفير الوقت، ولكنك في الوقت نفسه تقضي وقتًا طويلًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فما الذي اختلف إذًا؟
الإجابة عن هذا الأمر مرتبطة بالإنترنت والتغييرات التي سببها منذ ظهوره، لهذا يأتي هذا الكتاب ليقدم إليك ملخصًا سريعًا للاختراعات الفاصلة التي غيرت حياتنا، ومن ضمنها الإنترنت وأثره في تغيير المنظومة التي يُدار بها العالم، كما يوضح الأضرار الناتجة عن وسائل التواصل وما أحدثته في نفوس البشر، وهل تتجسس علينا هذه المواقع حقًّا، مما قد يجعلنا نُضْطَرّ إلى العودة إلى استخدام الرسائل البريدية بدلًا من هذه الوسائل وإن كانت أبطأ من الإنترنت؟
الآن كن مستعدًّا لمعرفة كل هذا وأكثر من خلال ملخص تاريخ الإنترنت.
مؤلف كتاب نبوءة آمون: موجز تاريخ الإنترنت
خالد الغمري: أستاذ مساعد اللُّغويات الحاسوبية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، حاصل على الدكتوراه من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، شارك في تأسيس “مرصد المحتوى العربي على شبكة الإنترنت” التابع لـ”مؤسسة الفِكر العربي”، و”منتدى وسط غرب أمريكا للغويات الحاسوبية”.
له عدد من المقالات نُشرَت بجريدة الأهرام، تناولت الحديث عن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات، وأثرها في الثقافة والمعرفة والمجتمع والسياسة، كما قدم عديدًا من الأبحاث حول المعالجة الآلية للغة العربية والمحتوى الرقْمي العربي، وألّف كتاب “برج مغيزل: مواقع التواصل الشخصي”.





