زائر بلا استئذان
زائر بلا استئذان
إنه الموت صاحب الجلالة الذي يأتي بلا استئذان دائمًا، أقرب إلى كلٍ منَّا من ظلِّه، كل واحد يحمل نعشه على كتفيه ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط، ولكنه لا بدَّ أن يسقط لأن كل الذين سبقوه سقطوا.
لكن الذي يثير الدهشة هي حالة اللامبالاة التامة، تلك الحالة الذاتية التي تسيطر عليه فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يفكر في حب أو يخطط لشيء أو يتآمر على أحد في هدوءٍ عجيب وثقة كأنه سيعيش وحده وكأنه خالد مخلّد لا يموت.
في صيف ١٩٥٠، صعد بطل هذه الحكاية وباقي التجار إلى السفينة العائدة بمخلفات الجيش ليتفاجئوا بأن كل ما فيها نصف مليون حذاء فردة يمين فقط؛ أي إنها لن تنفع بشيء والوحيد الذي تقدم لشرائها هو صاحبنا ببضعة جنيهات قليلة ومرّ أسبوعان وجاءت سفينة أخرى، والمفاجأة أنْ كان بها نصف مليون حذاء فردة شمال وتقدم لشرائها كذلك وأصبح مليونيرًا في لحظة.
مرّت الأيام وتعرف على امرأة متزوجة أحبها وأحبته وقررا الهرب إلى كينيا وفي أثناء رحلتهما صعدا بالسيارة جبالًا شاهقة، لكن في لحظة خاطفة كانت تتدحرج السيارة كالقذيفة من أعلى محطمة حتى سقطت وأصبح رجلنا لا يتحرك بسبب كسور في عظام الحوض، أما زوجته فقد فقدت الوعي.
كان ذلك السقوط في مستعمرة من النمل الأحمر! نعم.. لقد أكلهما النمل وهما أحياء فاقدين الحركة، ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى أحدٌ أن يدافع عن نفسه، هكذا كانت نهاية أذكى رجل وزوجته الجميلة!
الفكرة من كتاب المسيخ الدجال
يتناول الكتاب – بالوصف – أحداثًا تدور آخر الزمان بين المسيخ الدجال والبشر بطريقة روائية ممزوجة ببعض الخيال، ثم ما سيحدث لهذا الدجال بعد القيامة في نار جهنم، ويحكي الكاتب بعض الأحاديث المتخيلة بين الدجال وإبليس والملائكة، ساردًا مجموعة من الحكايات والقصص المختارة، والتي بها الكثير من المعاني والحِكَم التي تبعث على التأمل والتفكر.
مؤلف كتاب المسيخ الدجال
مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
درس الطب وتخرج عام 1953، وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.
ألَّف 89 كتابًا في مجالات شتى، ومن كتبه ومؤلفاته: الوجود والعدم – آينشتين والنسبية – رحلتي من الشك للإيمان.