رَجُل في المنتصف
رَجُل في المنتصف
مع التطور الذي وصلنا إليه بدأت المفاهيم القديمة تختفي وتحل محلها مفاهيم أخرى تقوم بالدور نفسه، وهو ما حدث مع الإرهاب، فقديمًا كان مصطلح الإرهاب مرتبطًا بمجموعة تنفذ عملية محددة في مكان مُحدد، أما الآن لتنفيذ عملية إرهابية لا يحتاج المَنِّفذ إلى مغادرة منزله، وخصائص هذا الإرهاب الإلكتروني ارتباطه بشبكة الإنترنت أو شبكات المعلومات والأنظمة الفنية لتنظيم هجوم إلكتروني يعمل على تعطيل الخدمات المرتبطة بهذه الأنظمة، أو استخدام الشبكة لتبادل المعلومات بين أفراد الجماعات الإرهابية وتبادل المعلومات الخاصة بتنفيذ العمليات التي تتم على أرض الواقع، أو توظيف الإرهابيين المتعاطفين من أنحاء العالم.
وهناك بعض الأشخاص لا يعملون مع جماعات إرهابية، ولكنهم يقومون بفعل الاختراق للحصول على معلوماتك المهمة أو وضع فيروس يمنعك من الدخول إلى هذه البيانات، حتى تدفع فدية قد تزيد في حالة المماطلة أو محاولة إزالة هذه الفيروسات.
ومن أشهر الأساليب في عالم الاختراق أسلوب “الرَّجُل في المنتصف”، ويعتمد هذا الأسلوب على إضافة عنصر خامس إلى منظومة الاتصال المتمثلة في: المرسِل، والمستقبِل، وقناة الاتصال، والرسالة المنقولة، وهذا العنصر الخامس إما أن يكون خفيًّا فيستطيع قراءة الرسائل المنقولة أو ينتحل شخصية المرسِل والمستقبِل فيتوهم المرسِل أنه يكلم المستقبِل وهو في الحقيقة يتواصل مع المخترِق، وهذا الأمر يحدث بالنسبة إلى المستقبِل، وفي أغلب الأحيان يحصل هذا المخترِق على أكبر قدر من البيانات من كلا الشخصين، كبطاقات الائتمان أو معلومات يمكن استخدامها للتشهير أو الابتزاز ومن ثم يُدمرالأجهزة المخترَقة.
وللإيقاع بهذا المُخترِق تستخدم المؤسسات التي لها أفرع مختلفة في أكثر من دولة أو قارة أسلوبًا يُعرف بـ”وعاء العسل”، ويعتمد هذا الأسلوب على وضع جهاز في شبكة هذه المؤسسة لكنه معزول عنها، وذلك لمعرفة الذين يحاولون اختراق الشبكة وجمع المعلومات الخاصة بالمخترِقين، منها المنطقة الجغرافية، ونوع الاختراق، وكلمات السر المستخدمة في أثناء تنفيذ العملية.
كما لجأت الشركات والمؤسسات إلى تَبَنّي مبدأ عدم الثقة في جميع الأطراف سواء الموظفين أو القائمين على عملية التأمين، مع وضع أكثر من مستوى تحقق Multi-Factor Authentication، مما يعمل على الحماية من الاختراقات التي تحدث بشكل أوتوماتيكي بنسبة 99%.
الفكرة من كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
اليوم في عصر الإنترنت بات من الضروري أن نعرف ما سيكون عليه المستقبل والوظائف التي سيزيد الطلب عليها، وكذلك الأنواع المستحدثة من الإرهاب والجرائم التي تُنفذ من خلال الإنترنت لنحمي أنفسنا منها، كما صار من المهم أن نقف مع أنفسنا ونذكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وعيوبها، ونحدد هل حقًّا نحن مستعدون للوجود عليها بالرغم من كل الأضرار التي تُصيبنا أم علينا أن نزيلها فورًا؟
يأخذنا الكاتب في جولة لمعرفة هذه الأمور التي تدور في عقولنا، وذلك لزيادة الوعي الرقمي لدينا، ولنعيش مع التكنولوجيا في حالة من التوازن.
مؤلف كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء”.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات”.