روض عقلك
روض عقلك
يرتبط إجراء تغيير في المعتقدات والعادات المرتبطة بالتدخين بوظائف العقل الباطن، لهذا يلزم أولًا فهم المخ، فمن المعروف أن النصف الأيسر من المخ مسؤول عن اللغة والمنطق والتفكير العقلاني، والنصف الأيمن خاص بالإدراك والتذوق الفني والمشاعر والموسيقى، ويرتبط الجزء الأيمن من الجزء الأوسط من المخ بالعقل الباطن والعمليات التي تحدث فيه كأحلام اليقظة، كما أن كل جزء يتحكم في الجانب المقابل من الجسم، فمثلًا يتحكم الجزء الأيمن في اليد اليسرى والعين اليسرى وهكذا.
كانت هذه الخصائص التي استعان بها “رُوجَر سبِيرِي” في تجاربه الخاصة بنصفي المخ، إذ عرض صورة لمخلب دجاجة على العين اليمنى لمريض، أي على النصف الأيسر من المخ، ثم عرض صورة لمنزل مغطًّى بالجليد على النصف الأيمن من المخ، وطلب منه الإشارة إلى صورة تتعلق بما رآه، لم تكن المفاجأة في اختيار المريض صورة تحوي دجاجة وجاروف ثلج، بل كانت في تفسيره سبب الاختيار بأن الجاروف ضروري لتنظيف حظيرة الدجاج!
توصل سبِيرِي إلى أن النصف الأيمن لم يتمكن من توصيل صورة المنزل إلى النصف الأيسر، فاختلق المخ الأسباب التي تجعل سبب الاختيار منطقيًّا بالنسبة إلى صاحبه. يمكن إسقاط هذه التجربة على التدخين، إذ يختلق مخ المدخن الأسباب التي تدفعه إلى التدخين ويجعلها منطقيةً جدًّا بالنسبة إليه، فعند رؤية الإعلانات التي تربط التدخين بالمشاهير ومظاهر الثقة والاعتماد على النفس أو رؤية آلاف الناس يفعلون تلك العادة، يتلقى العقل الباطن هذه الرسائل ويرسخها ويقنع المدخن بأن هذا السلوك طبيعي ومنطقي، ويعطي مبررات للاستمرار من نوع أن التدخين يحقق السعادة ويساعد على الاسترخاء والتركيز.
الفكرة من كتاب لا تتوقف عن التدخين حتى تقرأ هذا الكتاب
كثير ممن يحاولون الإقلاع عن التدخين ينجحون فقط لمدة 24 ساعة، وبعدها يعود ثلثاهم إلى التدخين مرة أخرى، ولا ينجح بشكل نهائي سوى 2% من المحاولين كل عام، أثبتت الأبحاث أن هؤلاء المدخنين لا يُقَدرون حجم ما يتعرضون له من مخاطر، لذلك لا يمكنهم اتخاذ قرار حقيقي بالإقلاع عن تلك العادة، والغريب في الأمر أنهم يقبلون النبذ من مجتمعاتهم وأصدقائهم في سبيل السيجارة إذ يُحرم عليهم دخول أماكن التجمعات، وهذا كافٍ لخلق مزيد من الضغط ومن ثم الاستمرار في تدخين السجائر، وهذا ما يوسع الفجوة بين المدخن والإقلاع عن التدخين، خصوصًا أن محاولات الإقلاع الفاشلة تقنعهم أنه نوع من الإدمان الذي لا يمكن الخلاص منه. إن كنت من هذا النوع، فهذا الكتاب لك.
مؤلف كتاب لا تتوقف عن التدخين حتى تقرأ هذا الكتاب
هاري ألدر: خبير في السلوك العقلي والإنساني، أدار عديدًا من الندوات التي ناقشت موضوع التدخين، وله عدة مؤلفات منها:
البرمجة اللغوية العصبية في 21 يومًا، مع بيرل هيدز.
كارل موريس: عالم نفسي ومعالج مختص، استخدم البرمجة اللغوية العصبية والتنويم الإيحائي الذاتي لإنتاج نظم من التغيير يمكنها التأثير في المدخن، وقد طبق هذه الطرائق في هذا الكتاب بنجاح كبير وفي ممارساته العملية الخاصة.
ديف شاه: صيدلي معتمد اشترك في وصف وتوزيع منتجات تساعد على الامتناع عن التدخين.