روح عطشى
روح عطشى
إن الشباب اليوم في حالة تعطش ديني وفراغ روحي شديد جعلهم مستعدين للموت في سبيل أول صارخ يدعوهم إلى الله، وإن كانت دعواه باطلة، فالحضارة المادية قد فشلت في أن تقدم بديلًا عن المسجد والكنيسة، وعجز رجال الدين التقليديون عن مخاطبة الأجيال الجديدة، فأصبح الباب مفتوحًا لكل الدعاوى المتطرفة التي يجيد حاملوها حرفة الكلام، وأصبح الشباب في صراع بين نمط العصر المادي الذي يحيونه وبين العطش الروحي فيهم في ازدواجية مليئة بالتناقضات، كما هو العصر الذي نحياه حتى لا تجد كافرًا واحدًا حقيقيًّا في بلادنا هذه، وإنما تجد فيها أهل غفلة وهوى، وعصرنا اليوم هو عصر الغفلة.
إننا أمام قنبلة دينية موقوتة، بدأ فتيلها بالاشتعال؛ فرأينا التظاهرات وأحداث الشغب وإحراق المؤسسات ودور السينما والقتل تحت شعارات دينية، ويرى الكاتب أن ذلك جزء من ظاهرة الدجل والمتاجرة بالدين كما فعل الأب جونز، عندما قاد عملية انتحار جماعي لأكثر من 900 فرد، منهم الأطفال والشباب والنساء، في صورة طقس ديني من أجل إرضاء الرب الذي يقول في الإنجيل: “من أهلك نفسه من أجلي وجدها”.
وكما تفعل جماعات التكفير فهم يدفعون أتباعهم إلى الإيمان الأعمى والولاء المطلق، مستغلين بذلك حالة الفراغ والتعطش للهدف والغاية والحق، بل إن الحق الوحيد هو الله سبحانه وتعالى وهو المنبع الوحيد للأخلاق والكمال!
لقد أصبح واجبًا أن نقدم للشاب ما ينقصه بالفعل، بلغة تخاطب عصره، ولا بدَّ من إعادة تقديم روح الدين وجوهره من توحيد وخلق ومسئولية وعمل بالدرجة الأولى وليس تقديم الشكليات والقشور، فلم يضر الإسلام مثل ما ضرته الانقسامات والاختلافات حول المظاهر.
الفكرة من كتاب نار تحت الرماد
بين صراعات الإنسان الداخلية بين المادة والروح، بين انتحار أهل الترف وانتحار أهل التطرف، وبين طغيان الإنسان بعلمه وجهله، بين كل تلك القضايا وغيرها يأخذنا الكاتب في جولة لتدارس أسباب وعلاجات تلك الظواهر الدينية منها والمجتمعية والسياسية.
مؤلف كتاب نار تحت الرماد
مصطفى محمود؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة، منها العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وأدب الرحلات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الله.
السؤال الحائر.
الإسلام ما هو.
على حافة الانتحار.