رواسب الطفولة
رواسب الطفولة
يقال إننا أطفال لا نكبر أبدًا بالمعنى المجازي وليس البيولوجي، وهذا يعني أن ما نعيشه في طفولتنا لا يمكننا التخلُّص منه بسهولة ونحن كبار وبخاصةٍ على صعيد النفس والسلوك.
يكبر الواحد فينا وهو لا يجيد النطق أو التفكير وتبدأ تصوُّراته عن نفسه والعالم تتشكَّل منذ سن الثالثة، وكل ما يواجه الطفل في سنواته السبع الأولى من أحداث وصدمات وأنماط تربية يكون مسؤولًا ومحددًا للطريقة التي سيقضي بها بقية حياته.
وهنا ينبغي الإشارة إلى مسؤولية الآباء والأمهات الكبيرة في هذه المرحلة، حيث تقع على عاتقهم مهمة توفير بيئة مشجِّعة حول الطفل تنمِّي من تقديره لذاته وتحترمه ولا تبتزُّ مشاعره بوضعه في حرب المقارنات بينه وبين إخوته أو زملائه، أو إدخاله في صراعات الخوف من الرفض ومعارك إثبات الذات لنيل الحب، إنما هو الصبر والتشجيع وتخصيص الأوقات للاهتمام به والإصغاء إليه وإغراقه بالعاطفة والحنان دون مقابل أو ابتزاز.
إضافة إلى التكاليف التي تتجاوز قدرة الأطفال في هذه المرحلة وتحميلهم أكثر من طاقتهم وتعريضهم لضغط إنهاء المهام كاملة وعلى أكمل وجه، فرغبة الآباء في تميُّز أطفالهم قد تدفعهم إلى هذا النمط من التربية الذي يولِّد من مشاعر الخزي والشعور بعدم الكفاية أكثر مما يرجى من تحقيق الطفل لذاته وإثباتها؛ فهذا النوع من الضغط لا يجني منه الطفل في مجتمعاتنا سوى التوتر والخوف واللجوء إلى الانفصال والانطواء هربًا من هذه المخاوف، ولهذا يوصي علماء النفس والتربية بتشجيع الطفل بطريقة مميزة على الإنجازات وانتقاده بحذر حال إخفاقه، يعني ببساطة ينبغي أن نتحلَّى بالصبر عندما يتعلَّق الأمر بأطفالنا بإعطائهم مساحة من الحرية لارتكاب بعض الأخطاء وحثِّهم على الاتصاف بالشجاعة لتقبُّل فشلهم وتجاوزه.
الفكرة من كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
صراع الكفاءة والجدارة صراع متجذِّر في تاريخ صراعات الإنسان، بل ربما هو صراع الإنسان الأول والمستمر معه حتى الموت، حيث يبحث أغلبنا عن الرضا والقبول والحب والاكتفاء، وفي طريق هذه الرحلة البحثية يعترينا ما يعترينا من الرفض والفشل وخيبة الأمل، ومن منا لم يُبتلَ بذلك؟!
تدور قصص هذا الكتاب حول “طلاب الكمال” وعن الحالة الانهزامية التي يفنون فيها أعمارهم في طريق تتبع الكمال وتحقيقه، وعن الأعراض الانسحابية المضنية المترتِّبة على ذلك، حيث تدور محاور هذا الكتاب حول تساؤلات كثيرة مثل: لماذا لا أستطيع أن أحقِّق المستوى المطلوب؟ ولماذا يحاصرني دائمًا الإحساس بالذنب؟ وهل حان الوقت لخفض مستوى تطلُّعاتي؟
مؤلف كتاب عندما يكون ما لديك غير كافٍ
كيفين ليمان: أستاذ مساعد في برنامج صناعة الموسيقى، وكان لديه فلسفات يعتمد عليها في جميع الأحداث التي ينتجها: الموسيقى والتعليم والعمل الخيري.
إلى جانب حصوله عام 2009 على جائزة “Billboard Touring Awards” الإنسانية لنفس العام وتم تكريمه في عام 2011 أيضًا.
ومن مؤلفاته: “شخصية المولود البكر نشأة وبلوغًا”، والكتاب الذي بين أيدينا.