رواد علم الاجتماع
رواد علم الاجتماع
إن علم الاجتماع له مجموعة من الرواد الذين تحدثوا في قضاياه، ووضعوا أسسه، ومنهم من تحدثوا في مسائله دون أن يكون تحت مُسماه المعروف لدينا، وفي مؤلفات تحمل غير هذا العنوان، فحتى الحضارات القديمة حرصت على تناول بعض مسائله، فتركت لنا حضارة مصر القديمة نصوصًا عن ضرورة احترام قيم الأسرة، وتحري العدل في الحكم، والحفاظ على البيئة.
ومن مفكري العصر القديم نجد أمثال أفلاطون وأرسطو، فالأول وضح أُسس تكوين المجتمع ونظامه السياسي في كتابه “الجمهورية”، فبين فيه معالم جمهوريته الفاضلة، وأسَّسَ فيه لحكم الفلاسفة، أما أرسطو تلميذ أفلاطون فقد دعا في كتابه السياسة إلى تحسين أحوال المجتمعات وعلمية الحكم فيها، وأكد في كتابه مقولته الشهيرة إن الإنسان حيوان اجتماعي.
أما العصر الوسيط في أوروبا فقد بزغ نجم الفكر الديني دون سواه، فاشتهر سانت أوغسطين، وتوما الإكويني، ويمثل فكر أوغسطين خليطًا بين مثالية أفلاطون، والرؤية الدينية المسيحية، فأطلق مدينة الله كمَحَلٍّ للفضلاء والأخيار، بديلًا عن المدينة الفاضلة، أما توما الإكويني فسعى إلى التوفيق بين الأرسطية والمسيحية، عبر تكوين نسق كوني واحد يمتزج فيه الله بالإنسان والكون.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».