رمال الصحراء تكشف عن الذهب الأسود: رحلة ابن سعود في اكتشاف النفط
رمال الصحراء تكشف عن الذهب الأسود: رحلة ابن سعود في اكتشاف النفط
إن إحدى أبرز الإسهامات التي قدمتها بريطانيا لبلاد العرب كانت إشارتها إلى إمكانية وجود النفط في أراضيهم، وهو ما كان له تأثير كبير في مستقبل المنطقة، فقد جاء هذا الاكتشاف في مؤتمر العقير الذي عقد خلال عامي 1922 و1923، إذ تم التوصل إلى اتفاق مع شركة أجنبية للقيام بعمليات الحفر والتنقيب بتكلفة زهيدة. في مقابل ذلك، احتفظت الشركة بحق الامتياز في حال اكتشاف آبار بترولية، وبدأت أعمال الحفر على الفور، ولكن على الرغم من الجهود المبذولة، لم تتمكن الشركة من العثور على أي اكتشافات لمدة عامين متتاليين، فامتنعت الشركة عن دفع المبالغ المستحقة، وألغى ابن سعود حق الامتياز بعد مرور عدة سنوات.
في عام 1932 وبسبب الظروف الاقتصادية المريرة، قرر ابن سعود العودة للبحث في احتمالية وجود البترول في صحرائه الشاسعة. وبعد دراسة جديدة ومراجعة الخيارات المتاحة، حصل على امتياز لشركة أمريكية مقابل دفع مبلغ مئة ألف جنيه، بالإضافة إلى تعيين حصة مستقبلية للحكومة تبلغ أربعة شلنات ذهب عن كل طن من النفط المنتج. لم يتردد الأمريكيون في بدء العمل بجدية، وبفضل تقنياتهم المتقدمة، تمكنوا بعد ثلاث سنوات من الجهد المتواصل من اكتشاف كميات كبيرة من النفط.
بدأ الإنتاج على نطاق ضيق نسبيًّا في عام 1938، إذ بلغ الإنتاج 30 ألف برميل في اليوم، وهو ما كان خطوة أولى نحو تطوير صناعة النفط في المنطقة. ومع ذلك، توقفت عمليات الإنتاج خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ولكن الإنتاج عاد في عام 1944. ومع استئناف الإنتاج، شهدت المنطقة زيادة كبيرة في كميات النفط المستخرجة، مما أسهم في زيادة حصة الدولة من الإيرادات النفطية بشكل ملحوظ، وتحقيق تحولات كبيرة في الاقتصاد والسياسة الإقليمية.
الفكرة من كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
لنتحدث عن أحد الفصول المدهشة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث تتشابك الصراعات مع الطموحات والتحولات الكبرى! ينقل إلينا فيلبي عن قرب قصة شاب، وقصة دولة، إذ يعرض لنا بدقة كيف تمكن عبد العزيز بن سعود من توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية، ويسرد علينا رحلة هذا القائد الملهم، الذي لم يكن له هم سوى تحقيق حلمه في جمع شتات قبائل الصحراء تحت راية واحدة، وبناء دولة قوية ومزدهرة. وقد وقف بثبات وعزيمة وإيمان أمام كل التحديات والصراعات والأزمات التي واجهها، وتجاوزها جميعًا، ليحقق حلمه ويغير مستقبل المنطقة، ويجعلها واحدة من أغنى بقاع الأرض!
مؤلف كتاب مذكراتي السياسية مع الملك عبد العزيز آل سعود
هاري سانت جون بريدجر (عبد الله) فيلبي: مستعرب ومستكشف وكاتب، كان ضابطًا بريطانيًّا له دور بارز في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. فقد كان له تأثير كبير في تكوين الدول العربية التي نشأت عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وأسهم بشكل كبير في تحديد حدودها الجغرافية والسياسية. وصل فيلبي إلى الشرق الأوسط في عام 1914، كان هدفه الأساسي ليس فقط خدمة مصالح بريطانيا، بل أيضًا أن يصبح “أعظم مستكشفي الجزيرة العربية”. كانت رحلاته الاستكشافية في الجزيرة العربية مليئة بالتحديات، إذ واجه صعوبات بسبب السياسات البريطانية التي حاولت تقييد تحركاته، خصوصًا بعد دعمه للأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
اعتنق فيلبي الإسلام في عام 1930، وعُرف بعدها بـ”الحاج عبد الله فيلبي”، وذلك بعد أن قضى سنوات طويلة من العمل والتجوال في العالم العربي، وقد كان إسلامه جزءًا من تحوله الشخصي وافتتانه العميق بالثقافة والحضارة العربية التي كان يدرسها ويستكشفها. له العديد من المؤلفات عن الفترة التي قضاها في شبه الجزيرة العربية، من أهمها:
تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية.
بعثة إلى نجد 1336-1337هـ / 1917-1918م.
مذكرات فيلبي في العراق والجزيرة العربية 1915-1921م.