ركِّز وأنجِز
ركِّز وأنجِز
بات استخدام التكنولوجيا في الفضاءات العملية أمرًا لا غنى عنه، ومن غير التنكُّر لفائدتها، فقد وفرت على العديد من الناس كثيرًا من الجهد والوقت، ولكن الإساءة في استخدامها تزيد فعليًّا من إهدار الطاقات والجهود، لهذا تعدُّ استراتيجية التركيز على هدف محدَّد وإنجازه داخل هذه الشبكات دون الالتفات إلى كل الفوضى الإلكترونية المثارة حولها أمرًا في غاية الأهمية لتوظيف هذه التكنولوجيا توظيفًا مفيدًا وناجحًا.
وهذا ما أشارت إليه “ماليا ماسون”، وهي عالمة نفسية وأستاذة مشاركة في إدارة الأعمال، إذ تقول إن التدخُّلات الصغيرة للتكنولوجيا في حياتنا العملية مسؤولة جزئيًّا عن ضعف تركيزنا وتشتيت انتباهنا والتقليل من إنجازاتنا، وهذا يوضح حالة التبعثر والتداخل التي فرضتها هذه الأجهزة على حياتنا العملية والعائلية، والتي تستدعي بالضرورة الفصل والتركيز على الأهداف والفراغ منها الواحد تلو الآخر، وهذا ما تؤكد عليه أغلب الدراسات أن المشكلة ليست في طبيعة التكنولوجيا وحدها إنما في طبيعة تعاملنا معها سواء على الصعيد العملي أو العائلي، ولأن الإسراف في الاستخدام العبثي للتكنولوجيا يستهلك قدراتنا العقلية المحدودة فيجب علينا التعامل مع هذه المعضلة بشيء من الذكاء والصرامة، فنستثمر هذه التقنيات في مهام مركزة ومحددة لتحقيق الفائدة المرجوة منها، ونتجنبها في الأوقات التي لا نجني من استخدامها غير ضياع الجهد والفكر، مانحين أنفسنا وعقولنا قسطًا من الراحة لإنتاج أفكار جديدة ورائعة، لأن التفكير المركز والإبداع الذي يغذيه يقيد فاعليته. حالة الانغماس والشتات الناتجة عن الاستخدام المضطرب والخاطئ لهذه التقنيات، يمكن تجاوزها بعدة إجراءات تقلل من هذه الفوضى وتساعد على تركيز الجهود، كوضع مؤقت لكتابة المنشورات المهمة على السوشيال ميديا مثلًا، أو بتفعيل الرد التلقائي على رسائل البريد الإلكتروني خاصتك، أو تجنب التعاطي مع الإشعارات الأقل أهمية حماية لك من الفوضى والتبعثر.
الفكرة من كتاب ملول وعبقري
أثَّر دخول التكنولوجيا والسوشيال ميديا في حياتنا بشكل كبير، فنحن نقع تحت قصف معلوماتي مستمر وحالة استهلاك مستنزفة وإجهاد عقلي متواصل، مما لا يتيح لهذه الكتلة الصغيرة المسماة بالدماغ قليلًا من الراحة أو الشرود، وهذا له نتائج وخيمة على المدى البعيد، إذ تشكِّل حالة الاستثارة الذهنية المتواصلة هذه تبلدًا فكريًّا وفقرًا إبداعيًّا، إضافة إلى التمركز حول نفس العادات والتقاليد اليومية التي تكسر عصا التجديد والابتكار.
وبناءً على ما تقدم تحدثت المؤلفة في هذا الكتاب عمَّا يسمى في علم النفس الإدراكي “الشرود الذهني”، وكيف يمكن للابتعاد عن الروتين الصاخب والملل أن يولِّدا أهم الأفكار إبداعًا وعبقرية.
مؤلف كتاب ملول وعبقري
“منوش زمردي”: صحفية ومضيفة بودكاست ومؤلفة، تركت في عام 2018 محطة “WNYC” لتأسيس شركتها الإعلامية الخاصة “Stable Genius Productions” مع زميلتها “جين بويانت”، وشهد عام 2020 بداية توثيق شركتهما في البودكاست.
وإضافةً إلى هذا الكتاب “ملول وعبقري” الذي أعادت به اكتشاف الجانب الرائع والمفقود للملل، فإن لها كتاب “شرارة: كيف تحرِّر دماغك من التكنولوجيا لإشعال إبداعك؟ – Spark: How to Free Your Brain from Technology to Ignite Your Creativity”.
معلومات عن المترجمة:
“فرح عمران”: مدوِّنة ومترجمة، ومن أعمالها:
الغريب.
أليس في بلاد العجائب.
فن النفوذ الصامت.
ماذا يعني أن تكون معلمًا؟