ركائز حجية السنة
ركائز حجية السنة
يؤسِّس أهل السنة موقفهم من السنة وحجيتها على ركائز محدَّدة ثابتة تعدُّ أصولًا كليةً يُرد إليها كل الأمور المشكلة في هذا الباب، وهذه الركائز ثلاث، وهي: القرآن والتواتر والإجماع، فالناظر في القرآن يجد أنه يؤسِّس لحجية السنة من خلال التركيز على معنيين، الأول هو الكلام على أصل حجية السنة، والثاني هو الكلام على دوام تلك الحجية، وهذان المعنيان يثبتان عن طريق: الأمر العام لجميع الأمة بطاعة الرسول ﷺ من غير تقييد، فالقرآن نزل حجَّة على الخلق، وهذا أمر معلوم، ثم إنه أمَر أمرًا عامًّا بطاعة الرسول ﷺ، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾، كذلك أطلق القرآن لفظ الطاعة والاتباع للرسول كقوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.
ومن طرق القرآن للدلالة على حجية السنة دلالتُهُ على أن السنة وحي؛ فقد أخبر الله أنه أنزل الحكمة وعطفها على الكتاب، والحكمة في بعض هذه المواضع هي السنة، وذلك مثل قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ﴾، وأخبر أنه تكفَّل ببيان القرآن وأن النبي ﷺ يبيِّن للناس ما نزل إليهم، يقول تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾، كذلك فإن الله أنزل أحكامًا في القرآن مجملة ولا يمكن امتثال الأمر فيها إلا ببيان الرسول ﷺ كالأمر بإقامة الصلاة والحج، وأيضًا قد تواتر عن النبي ﷺ أنه قام ببيان القرآن، بل إن هناك نصوصًا قرآنية أخبرت بنزول وحي على النبي ﷺ في مواقف معينة بأحكام ليست مذكورة في القرآن كآيات تحويل القبلة وآيات سورة التحريم.
الفكرة من كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
لقد ازدادت في الآونة الأخيرة ظواهر التشكيك في السنة والطعن فيها، واتخذ هذا الطعن وذلك التشكيك وسيلة إلى الإلحاد كنهاية المطاف لبعض هذه الاتجاهات باعتبار أن الكلام في السنة قد يشكِّل بعض الشبهات لدى بعض الناس، إذ إن الإلحاد الصريح ليس إلا تراكمًا لشبهات متعدِّدة من أبواب علمية مختلفة.
يناقش هذا الكتاب ركائز حجية السنة، وعناية الصحابة والعلماء بها، ويرد على الطاعنين والمشككين فيها بأسلوب علمي ومنهجي.
مؤلف كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
أحمد يوسف السيد: باحث ومحاضر سعودي، تخرَّج في الجامعة الإسلامية بالمدينة، قسم الشريعة، وهو من مواليد المدينة، 1985م.
من مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
أفي السنة شك؟
إلى الجيل الصاعد.