رفقًا بهنَّ!
رفقًا بهنَّ!
هل يُعقل أن يصل الأب إلى حدٍّ من الأنانية التي تُمكنه من تزويج ابنته القاصر بحثًا عن التباهي والسيارة والمال؟
يذكر الكاتب أن الأبوَّة والأمومة الصافيتين لا يمكن أن تتسرَّب منهما الأنانية، وللأسف فما زال البعض يزوِّج ابنته القاصر دون ذرَّة من الرحمة، ومطلبنا الأساسي وجود قوانين صارمة وجادَّة لإيقاف هذا الفعل المحبب لبعض النفوس المريضة! كما ينبغي لكل ولي ألا يرضى بتاتًا بهذا الفعل مهما أغرته الماديات وأرصدة البنوك!
لقد أصبحت الفتاة تسعى للخلاص من الزيجة التعيسة بكلِّ ما تملك، بل وقد أصبح هناك حفلات طلاق، وهذه هي الأعجوبة حقيقةً، هذا ويعاني بعض الأزواج من البخل الشديد وإهانة المرأة ومعاملتها على أنها شيء قابل للتبديل والاسترجاع، ما يجعل الفتاة متخبِّطة وتعيسة.
أمَّا من الجهة التعليمية فقد نلاحظ تحسُّنًا واضحًا، وبخاصَّةٍ فيما أحرزته المملكة العربية السعودية في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين، حيث إنها سجلت أداءً ممتازًا في سدِّ الفجوة بين الجنسين إلى نهاية التعليم الثانوي، بيد أن الفجوة قد ظهرت في الانخراط في الدراسة الجامعية والدراسات العليا.
إن نضال النساء وصبرهنَّ لا يكاد يوصف، فحتى وقت إصابتهنَّ بالأمراض الخطيرة يكنَّ مثالًا للصبر والجلد، وهذه الدكتورة سامية العمودي استشارية النساء والولادة، تحكي عن مقاومتها لسرطان الثدي، وقد تكلمت عن المرض بكل ثبات وإيمان ولم تجزع مما أصابها، وتحدثت عن تجربتها بكل إيجابية، وسخَّرت وقتها وجهدها للتأثير في المجتمع.
وقد وصانا رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) بالنساء، فكثير من الأحاديث توضِّح لنا مراعاته لنسائه وملاطفته لهنَّ، ففي الحديث عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “قال لي رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي، وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت، فسبقني وجعل يضحك وقال: هذه بتلك!”.
انظر إلى تعامل النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) وحنانه ولطفه!
كان يخشى على نسائه من الكلام الجارح ويعاملهن بالحنان والعطف، وقد وصى المسلمين خير الوصايا بنسائهم.
الفكرة من كتاب الدنيا… امرأة!
على الرغم من أن الإسلام كرَّم المرأة وحفظ لها حقوقها، فما زال البعض يُعامل المرأة على أنها كائن لا يحق له التحرُّك والظهور برأيه وكيانه، بل ويعتبرون قضيتها موضعًا للنزاعات والحروب، وكأنها سلعة فكرية! بينما المرأة هي الأم والأخت والابنة والقريبة والجارة؛ إنها مصدر العطاء والحنان، وقد علمنا بتحريم الإسلام لوأدها الجسدي، فهل جئنا الآن بالوأد المعنوي لنقهرها؟
مؤلف كتاب الدنيا… امرأة!
تركي الدخيل: دبلوماسي، يعمل في مجال الإعلام والصحافة، ويشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات العربية المتحدة، صدر تعيينه بأمر ملكي في 10 فبراير 2019، وقد تلقَّى تعليمه الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود، من أبرز مؤلفاته: “كيف تربح المال بأقل مجهود”، “سعوديون في أميركا”، “ذكريات سمين سابق”.