رعاية المتفوقين عقليًّا
رعاية المتفوقين عقليًّا
تؤدي رعاية المتفوقين إلى إشباع طموحهم وتحقيق ذاتهم، بينما إهمالهم يجعلهم نُهبة للأمراض النفسية والانحرافات السلوكية، كما أنهم ثروة بشرية فريدة للنهوض بالمجتمع، وتتمثل تربية المتفوقين في ثلاث مراحل: إعداد المقاييس، وإعداد المعلمين، وإعداد برامج تعليمية خاصة.
فالمقاييس واختبارات الذكاء لا تفيد فقط في كشف الموهوبين بل أيضًا في تحديد نوعية وطبيعة قدراتهم ومواهبهم وأساليب تنميتها، ثم تأتي مرحلة إعداد المعلم وهي مسألة بالغة الخطر؛ فلا بدَّ للمعلم الخاص أن يتسم بخصال كثيرة منها: إيمانه بأهمية ما يقوم به والإلمام بمعنى التفوق ومحدداته، ثم عليه أن يتقن المادة التي يُدِّرسها جيدًا وعنده القدرة على توصيلها بعمق يتناسب مع ميول وقدرات المتفوقين ويستطيع عرضها في أكثر من شكل، وهو بجانب ذلك واسع الاطلاع متنوع الثقافة في المجالات المعرفية المختلفة، ولديه بصيرة نافذة تكشف القدرات الكامنة في تلاميذه، ويتسم بالمرونة والديمقراطية ورهافة الحس ليتقبل الأسئلة والأفكار التي لم يعتدها، وأن يكون معتزًا بنفسه فلا تتمكن منه مشاعر الحسد أو الغيرة.
وليس من اليسير توفر كل تلك المهارات أو تطبيقها على أرض الواقع، لذا ينبغي إنشاء شعبة خاصة لإعداد معلمين لذوي القدرات الخاصة، وقد حددت فلايجلر برنامجًا لإعداد المعلمين يتضمن: علم نفس التفوق، ومناهج وطرق التدريس، وممارسات ميدانية مباشرة مع المتفوقين، وبعض المواد الأكاديمية كالعلوم والرياضيات.
وتشمل برامج الرعاية أشكالًا متعددة مثل برامج الإسراع لاختصار سنوات الدراسة والتبكير بالدخول في الحياة المهنية والإنتاج، وتتضمن الذهاب المبكر إلى الحضانة، وتخطي بعض السنوات الدراسية بشكل جزئي أو كامل أو دراسة مقررات أكثر من سنة في سنة واحدة، ومن برامج الرعاية أيضًا الفصول والمدارس الخاصة للمتفوقين؛ لإتاحة المجال لتعديل المناهج والأساليب الدراسية لتوافق متطلبات المتفوقين، ويمكن أن تعدل لتصبح حصصًا إضافية بعد اليوم المدرسي، خصوصًا في البلدان النامية التي لا تملك رفاهية إقامة مثل هذه المدارس، وتوجد أيضًا برامج إثرائية فوق المقررات التقليدية يُتناول فيها مقررات لتحقيق أهداف محددة أو تنمية مهارات معروفة.
الفكرة من كتاب المتفوقون عقليًّا
لم تكن رعاية المتفوقين وأصحاب القدرات الخارقة ترفًا من الفكر أو نفلًا من العمل بل واجب تربوي ضروري لتحسين المجتمع، ومسألة جوهرية في أي نظام تعليمي يهدف إلى تخريج الكوادر والكفاءات. لكن ما معنى التفوُّق العقلي؟ وكيف نكتشف المتفوقين؟ وكيف نضع برامج مناسبة لرعايتهم يمكن تطبيقها بمرونة واحترافية وتحديد دور الأسرة والمدرسة والمتخصصين فيها؟ في هذا الكتاب يُسلِّط المؤلفان الضوء تجاه تلك الأسئلة وغيرها، محاولَين التوفيق بين الإجابات المتعددة لها.
مؤلف كتاب المتفوقون عقليًّا
د. عبد الرحمن سيد سليمان: أستاذ ورئيس قسم التربية الخاصة بجامعة عين شمس، تخرَّج في الجامعة عام 1974 ثم خلال عامين اجتاز دبلومة الصحة النفسية والتربية الخاصة، قبل أن ينال درجتي الماجستير والدكتوراه.
له إسهامات عديدة في مجال تربية الأطفال والمراهقين، ومن أبرز مؤلفاته: “مناهج البحث التربوي”، و”الذاتوية.. إعاقة التوحد لدى الأطفال”.
د. صفاء غازي أحمد: كاتبة وأكاديمية مجتهدة، تدرَّجت حياتها المهنية من الخدمة بوزارة التربية والتعليم إلى مدرس مساعد بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أستاذ مساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود، ودرست في كلية الآداب قسم علم النفس، ثم حازت بعد تخرُّجها أربع درجات علمية شملت دبلومتين تربويتين وشهادتي الماجستير والدكتوراه. ومن أبرز مؤلفاتها: “المرجع في التربية الخاصة”.