رحلة مثمرة
رحلة مثمرة
حرص والدا الدكتور عمر على إشاعة أجواء الحوار والثقة في جنبات البيت، كما حرص والده على اختيار أفضل المدارس لأبنائه، وتعاقد مع معلمات لتعليم البنات في المنزل، لأن تعليم البنات حينها لم يكن عامًّا. ونال الدكتور عمر تعليمه في المعهد على يد نخبة من الأساتذة، منهم الشيخ عثمان بن ناصر الصالح، الذي كان يدفع طلابه إلى ارتجال كلمة أمام جميع الطلاب والمعلمين، لينمي قدرتهم على الخطابة والحديث إلى الجمهور، ويبني بداخلهم ثقة داخلية كبيرة بأنفسهم، وهذا ما ساعد الدكتور عمر على الوقوف أمام الطلاب والطالبات دون لجج أو تردد، كذلك الأستاذ الشاعر محمد ضياء الصابوني، الذي كان يشجع الطلاب على اكتشاف الأخطاء اللغوية الشائعة في بداية كل حصة، ويناقشها معهم، والأستاذ صالح جمال، المسؤول عن متابعة اللقاء الثقافي العام، الذي تُلقى فيه محاضرات في موضوعات مختلفة عصر كل يوم ثلاثاء.
وقد كان الدكتور عمر خلال سنوات التعليم العام دومًا من الأوائل، ويعود الفضل بعد الله إلى حرص والدته على ذهابه هو وإخوته يوميًّا إلى المدرسة، ومتابعة والده لهم ولمعلميهم، وبعد إنهاء المرحلة الثانوية، أصبح أول طبيب في العائلة، إذ قرر الابتعاث إلى النمسا، والتحق بكلية الطب بجامعة فيينا في عام 1970م، وهي جامعة مرموقة تخرج فيها مجموعة من الساسة والحاصلين على جائزة نوبل، وفي أثناء فترة الدراسة أتقن اللغة الألمانية، كما حرص من قبل على إتقان اللغة الإنجليزية عبر دراسة دورات مكثفة، وبعد أن درس منهجًا متينًا، حرص على تطبيق سنة الامتياز في مستشفى الملك خالد الجامعي في عام 1983م، ثُمَّ حصل على شهادة الدكتوراه في الطب، وقرر اختيار تخصص الجلدية، لأنه تخصص يجمع كل فروع العمل الطبي، ويتضمن تخصصات دقيقة، كما أنه يعالج الصغار والكبار.
وبعد ممارسة الطب لبضع سنوات، ابتُعث إلى جامعة بون بألمانيا في عام 1987م، للحصول على الزمالة وإتمام التخصص الدقيق، وقد حصل عليها بعد عامين، ثُمَّ أكمل سنة في تخصص حساسية الجلد، وعاد إلى المملكة في عام 1990م، وقدم أوراقه في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ليعمل فيها أستاذًا وطبيبًا.
الفكرة من كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
من جالس العلماء ازداد علمه وحسن أدبه، واليوم لدينا جلسة مع أحد علماء الأمة العربية والإسلامية، وهو الدكتور عمر بن عبد العزيز آل الشيخ، استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، والعضو السابق بهيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، ينقل لنا في هذه الجلسة جوانب من مسيرته الحياتية، لعلها تنير دروب الأجيال الصاعدة، فهي سيرة مفيدة للدارس، مطمئنة للمريض، باعثة للهمة، وتهدف إلى المشاركة الإيجابية في نهضة بلاد العرب والمسلمين.
مؤلف كتاب قصد السَّبيل.. نحو السمو
عمر بن عبد العزيز آل الشيخ: استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية وجراحة الليزر، وعضو سابق في هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود، وُلد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في عام 1951م، وحصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة فيينا في عام 1983م، ثُمَّ حصل على الزمالة الألمانية لتخصص الأمراض الجلدية من جامعة بون في عام 1989م
وتولى رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد منذ عام 1994م حتى عام 2009م، وأطلق جائزة عمر بن عبد العزيز آل الشيخ للبحث العلمي وخدمة المجتمع في عام 2012م، كما له عديد من المقالات المنشورة في المجلات العلمية والعالمية، والعديد من المحاضرات في مجال تخصصه.