رحلة في تاريخ الإنترنت
رحلة في تاريخ الإنترنت
لفهم طبيعة وحقيقة الإنترنت علينا معرفة بدايته، كانت البداية بالحواسيب العملاقة الكبيرة، التي اقتصر وجودها على المراكز العلمية والعسكرية، وانحصر دورها في حل المعادلات المعقدة وإجراء الحسابات الضخمة، ولكن بعض العلماء طمحوا إلى توصيل الأجهزة بعضها ببعض، والسماح بإمكانية التواصل وإرسال واستقبال البيانات، على وحدة تسمى البت | Bit، وتحقق ما أرادوا في عام 1969م بنجاح ربط أول جهازين، لتكون أول رسالة ترسل هي كلمة ولوج | Log in، التي وصلت إلى الجهاز الآخر ناقصة وظهر حرفا Lo فقط.
ولكن بقيت الشبكات الرابطة بين الأجهزة صغيرة معزولة بعضها عن بعض، ومملوكة للجيش الأمريكي، ومع التطورات التكنولوجية وبعض الدعم للأبحاث اكتُشف IP، الذي سيربط الشبكات المعزولة بعضها ببعض، لتولد شبكة الإنترنت بشكلها الحالي المعروف عام 1990م، وتنفصل عن الجيش الأمريكي، وتربط بين ثلاثة ملايين حاسوب، وتفاءل العلماء وتحمس آخرون، فالبشرية تجاوزت حافَةً أخرى قد تقربها من السلام الدائم والفردوس الأرضي، ولكن ذلك لم يحدث.
قفزة أخرى كانت في انتظارنا، وهي نشأة منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا فيسبوك عام 2004م، بتمكينه الفرد من تدشين ذاته رقميًّا، وتمثيل حياته بالشكل الذي يريده، ثم توالى ظهور المنصات من تويتر وغيره، وضاعفت أبل تأثير المنصات الاجتماعية، بمساهمتها بهاتف ذكي ثوري، يدعم تحميل التطبيقات، لتتبعه باقي الشركات التكنولوجية، لنصل إلى النتيجة الحالية، بنصف البشر على الإنترنت، ومن يرفض الانضمام إليهم يصبح منعزلًا، ويُرفض واقعيًّا نتيجة عدم دخوله في العالم الافتراضي.
الفكرة من كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
هاتف ذكي ذو اتصال بالإنترنت أكثر فائدة من دبابة، تلك حقيقة الحرب في العصر الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعية ليست للتواصل فقط، بل هي عالم افتراضي متكامل، له طريقة في الحرب والتضليل، وله أساليب في جذب الاهتمام، عالم يمتلك طبيعة خاصة في محتواه، بعدما ننتهي من الكتاب، سترى نفسك فجأة على مسرح أحداث عالمي، يؤثر فيك وتؤثر فيه.
فكيف أثرت منصات التواصل في حياتنا؟ هذا سؤال تقليدي، فلنُعِد صياغته إلى: كيف دفعتنا منصات التواصل إلى حرب عالمية يومية في كل ثانية؟ وأين تقع أدوارنا؟ وهل يلزمنا معرفة كيف نمارسها أم إننا ننخرط فيها دون وعي بالصورة الكبيرة؟ ولماذا تنتشر الأكاذيب أسرع من الحقيقة؟ وكيف تؤثر في أكبر أحداث العالم؟
مؤلف كتاب شبه حرب.. تسليح وسائل التواصل الاجتماعي
بي دبليو سينجر: عالم سياسي واستراتيجي أمريكي، وُلد في 5 أغسطس في بروكلين بنيويورك عام 1974م، حصل على درجة البكالوريوس من كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية بجامعة برينستون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، بجانب عمله الأكاديمي، كما شغل منصب مستشار لعدة وكالات حكومية، بما في ذلك وزارة الدفاع الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وقد كتب عديدًا من الكتب الأكثر مبيعًا مثل:
Wired for War: The Robotics Revolution and Conflict in the 21st Century
Cybersecurity and Cyberwar: What Everyone Needs to Know
إيمرسون تي بروكينج: كاتب وصحفي ومحلل أمني أمريكي، حامل لدرجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمنية من كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، يعمل حاليًّا زميلًا في مختبر الأبحاث الرقمية في مجلس الأطلسي، كما يشارك في تحرير مدونة Lawfare الأمنية، ويعد من الخبراء المعروفين في مجال الدعاية والتضليل الرقمي، وقد نشر عديدًا من المقالات والتقارير حول موضوعات، مثل: التطرف عبر الإنترنت، والحرب المعلوماتية، وتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نُسبت أعماله إلى وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك صحيفتي The New York Times وThe Washington Post وشبكة CNN
معلومات عن المترجمة:
هدى يَحيى: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب جامعة المنصورة في عام 2016م، ولها عدة إسهامات ترجمية، أبرزها:
أكاديمية الظل.
احتضارات الكون الأخضر.