رحلة الموظف أفندي
رحلة الموظف أفندي
بدأت الوظائف في الدول الكبرى منذ ما قبل الميلاد، فالمصريون القدماء كانوا يحرصون على تعليم الأبناء لكي يحصلوا على وظائف بالدولة تضمن لهم الثراء والوجاهة، وظلت الدولة المصرية القديمة دولة كبرى بنظام حكم ومؤسسات مدة تُقارب الخمسة آلاف سنة، إذ كان بها تسلسل بالوظائف بداية من سلطة الملك وصولًا إلى سلطة الموظفين، وكان الموظف يكتسب وظيفته نتيجة خبراته ومؤهلاته، وهذه الخبرات والمؤهلات تُسجل في لوحة أشبه بالسيرة الذاتية في عصرنا الحالي، وركز الموظفون في سيرهم الذاتية على إظهار تفانيهم بالعمل وإنجاز الأعمال التي كُلفوا بها، ولم يُخل تفانيهم في العمل بالتوازن بين العمل والحياة، فسُمح للموظفين بالغياب لأسباب تتراوح بين المرض والالتزامات العائلية، وهو ما أظهره لوح بالمتحف البريطاني يعود تاريخه إلى عام 1250 قبل الميلاد، هذا اللوح استخدِم لتسجيل إجازات العمال، فتوضع علامة عند كل يوم يغيبون فيه.
كما بلغت الدولة الإسلامية درجة كبيرة من الكفاية السياسيَّة والإداريَّة والاقتصاديَّة، وكان دستورها القرآن، واعتنى الفقهاء بدراسة كل الجوانب المتعلقة بالوظيفة العامة، وانقسم الموظفون ولاةً وقضاةً وعمالًا، ونشأت وظيفة إلى جانب القضاء تُسمى وظيفة الحِسبة، وهي وظيفة دينية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، وتناولت أمورًا اجتماعيَّة مُتعددة كالمحافظة على نظافة الطرق، والرأفة بالحيوان.
ظهرت بعد ذلك الحرف والصناعات بالعهد الأموي، وتأثرت بالبيئة الاقتصاديَّة المحيطة، إذ كانت الزراعة هي النشاط الاقتصادي الأساسي، كما واكبت النشاط العمراني والجو العسكري السائد، وبدأ أصحاب الحرف بالانتظام في طوائف منذ القدم، وبرزت هذه الظاهرة في العصر الأيوبي، وترسخت قواعدها بالعصر المملوكي، واستمرت في فترة الحكم العباسي، وأصبح لكل طائفة رئيس يسمى شيخ الطائفة يتولى تنظيم شؤونها، إلى أن تولى محمد علي باشا الحكم ففرض سياسة الاحتكار، أي الهيمنة على الموارد المادية، وفرض الضرائب على الصُّناع، وفتح الباب للواردات الأجنبية، وبعد سقوط محمد علي ونظام الاحتكار، صدر قرار عام 1890م بحرية احتراف أي مهنة، مما أدى إلى انتهاء نظام طوائف الحرف.
الفكرة من كتاب عزيزي الموظف لا تكن كبشًا للوظيفة: رحلة الموظف أفندي منذ فجر التاريخ إلى العصر الحديث
هل تُجبر نفسك على الذهاب إلى العمل وتجد صعوبة في بدء مهامك؟ هل أصبحت شخصًا انتقاديًّا في العمل، نافد الصبر مع الزملاء والعملاء؟ وهل صِرت تواجه صعوبة في التركيز وتُعاني من شكاوى جسديَّة غير مُبررة كالصداع واضطرابات المعدة؟ وهل تفتقر إلى الطاقة اللازمة لتظل مُنتجًا وتشعر بخيبة أمل تجاه وظيفتك؟
عزيزي.. إذا كانت الإجابة بنعم، فمن المحتمل أنك أصبحت مُحترقًا وظيفيًّا، وهذا الكتاب مُعد خصيصى لك، سيأخذك هذا الكتاب في رحلة لتتعرف على تاريخ الموظف منذ فجر التاريخ، وعلى مصطلح الرضا الوظيفي وأنواعه، ثُم ستنتقل إلى مصطلح مُضاد وهو الاحتراق الوظيفي، ستتعرف أعراضه وأسبابه وفي نهاية المطاف ستحصل على نصائح ذهبيَّة للتصدي له.
مؤلف كتاب عزيزي الموظف لا تكن كبشًا للوظيفة: رحلة الموظف أفندي منذ فجر التاريخ إلى العصر الحديث
د. محمد صابر عواجه: كاتب ومؤلف عربي، صدر له هذا الكتاب عن دار نشر العليا / الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع.