رحلة المسلم
رحلة المسلم
يحتاج المسلم إلى معرفة الله قبل كل شيء، فتبدأ الشهادة بـ”لا إله إلا الله”، وفي الأذان نسمع “الله أكبر” ونتساءل الله أكبر مِن مَن؟ ومن ماذا؟ فيجيبنا القرآن بأن الله ﴿لَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾، وتأتي (الله أكبر) لتخبره أن الله أكبر من أى مقارنة يمكن أن نفكر بها أو نتخيلها.
وفي القرآن نجد ذكرًا لوجه الله، ويده، وعرشه، فإن رؤية وجه الله لا ينالها فى الآخرة سوى المؤمنون﴿فَـَٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِۚ ذَ ٰلِكَ خَیۡر لِّلَّذِینَ یُرِیدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾.
كما يزودنا القرآن بأسماء الله الحسنى، كالودود والوهاب والغفار، التي تُعرف الإنسان بخالقه وتوضح العلاقة بينهما، وتبعد عن الله أي صورة مجسمة مرئية، ولذلك حطم الإسلام الأصنام، وجاء الخط العربي الإسلامي الذي يتضمن أسماء مقدسة وآيات قرآنية مكتوبة بأناقة.
والقرآن يحكي الأحداث دون إشارات تاريخية، ويعتني بذكر الموعظة والحكمة، فإذا سمع العوام أو غير المسلمين قصة في القرآن لم يعرفوها من قبل فهموا الغرض الأساسي منها، فتصبح القصة عالمية تتجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية. وكلما استخدم الإنسان عقله استطاع أن يفهم لم خلق الله كل شيء.
﴿ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰما وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾.
وهنا يأتي سؤال “لماذا يطلب منا الله أن نعبده؟”، فالعبودية تبدو أمرًا مهينًا، إذ إن مفهومنا عن العبد أنه شخص ضعيف يُسخر ويُحتقر ومن ثم نرفض الفكرة. بينما نحن البشر في طبيعتنا نحتاج إلى شيء نؤمن به أو فكرة نعيش ونموت من أجلها، وإلا فإن الحياة ستصبح بلا معني.
وبعد معرفة الله وتوحيده، نأتي للجزء الثاني والأخير من الشهادة “أن محمدًا رسول الله”، فلقد جاء نبينا محمد (ﷺ)ليرشدنا إلى طريق معرفة الجزء الأول، ويخبرنا بخمسة أركان للإسلام وهي: الشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج. هذه الأركان الخمسة تلامس المسلم في جميع نواحي حياته، وتشكل رابطة بين العبد وربه وبين المسلم وأخيه المسلم، وتكسبه عادات كالصبر وضبط النفس. وفي النهاية على المسلم اختيار الله ورسوله برضا تام﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.
الفكرة من كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
من عنوان الكتاب نجد أن الملائكة التي لا تخالف لله أمرًا تسأله عن سبب خلق الإنسان، وكذلك أسئلة الأنبياء والرسل، إذ قال إبراهيم ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى﴾. وأسئلة مثل ﴿يسألونك عن الأهلة﴾ و﴿يسألونك عن اليتامى﴾، فما أكثر الأسئلة التي تؤرق الحيارى، وما أكثر الإجابات التي يقدمها لنا القرآن.
وفى المجتمعات الحالية الإسلامية وغير الإسلامية أسئلة تُلاقي صدًّا وقمعًا يطرحها مسلمون، وملحدون، ومقبلون على الإسلام، مثل: “لماذا خلق الله الحياة الدنيا؟ ولماذا يطلب أن نعبده؟”، لذا يدعونا الكاتب للتدبر لإيجاد إجابات عقلانية وبراهين قاطعة، وأن نوفر بوصفنا مسلمين مناخًا متسامحًا للتساؤلات والشكوك دون غضب أو ترهيب.
مؤلف كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
جيفري لانج : بروفيسور أمريكي في الرياضيات في جامعة كنساس. حاصل على شهادة الفلسفة من جامعة باردو سنة ١٩٨١.
ولد جيفري لعائلة كاثوليكية، وتعلم في مدارس كاثوليكية، ثم ألحد في سن السادسة عشرة، وبقي كذلك حتى أسلم في الثامنة والعشرين، حيث قرأ نسخة مترجمة للقرآن فوجد فيه إجابات متماسكة ومنطقية لأسئلته وساعده ذلك على الإيمان بالله وأن يُصبح مسلمًا.
أهم مؤلفاته:
الصراع من أجل الإيمان.
ضياع ديني.
معلومات عن المترجم:
د.منذر العبسي: مترجم قام بترجمة كتاب آخر لجيفري لانج وهو الصراع من أجل الإيمان.