رحلة البحث عن مُمولين
رحلة البحث عن مُمولين
في مرحلة ما من المراحل يحتاج المشروع التجاري إلى التوسع، وهذا التوسع يتطلب مزيدًا من السيولة النقدية، وللحصول على السيولة يُلجأ إلى خيار من ضمن خيارين، وهما البحث عن ممول أو القروض المصرفيَّة، ويجد معظم المؤسسين صعوبةً في تنفيذ الخيار الأول -وهو البحث عن ممول- بسبب عدم فهم المستثمرين، فالمستثمرون يضعون سقفًا للاستثمار، ويرفضون الصفقات إذا لم يتوقعوا الحصول على عائد مادي يُمكنهم من استرداد رؤوس أموالهم، فهم يبحثون عن عوائد بنسبٍ مُعينة، فلكل مستثمرٍ سياسة يتبعها، وإذا اختلفت خطة العمل عن سياسة العميل، يرفضها دون إبداء أي أسباب، لذلك من الضروري الاستفسار عن سياسة العميل وسقف الاستثمار الخاص به قبل عرض الخطة، وذلك عن طريق توجيه أسئلة إلى المقربين من المستثمر أو إلى المستثمر شخصيًّا.
لكن إذا فُضِّل الخيار الثاني وهو خيار الاقتراض، فينبغي تجنُّب الاقتراض بضمان الأصول، إذ يُنصح بإقامة علاقةٍ وطيدةٍ مع أحد البنوك قبل اللجوء إلى القروض حتى لا يُصبح الخيار الوحيد هو اللجوء إلى المُقرضين، إذ يختلف نظام قروض المقرضين عن قروض البنوك، فالمُقرضون يسيطرون على السيولة ويعتمدون على الزبائن لسداد الديون، لكن البنك يسمح للمُقترض بإدارة السيولة ومراقبتها وتحصيلها، إذ يبحث البنك عن عمل ناجح يستثمر فيه، بينما يبحث المقرض عن ديون لتحصيلها، لذا يعد خيار الاقتراض من البنك هو خيار الاقتراض الأسلم، ولكنه كذلك الأصعب لأن النقاشات مع المصرفيين حادة، ويحتاج المرء إلى النضال لإقناعهم.
ولا تُعد مرحلة النقاشات هي المرحلة الوحيدة التي تتسم بالتوتر، فبعد الحصول على القرض قد يُطالب البنكُ المقترضَ بتسديد الديون بسبب تغيُّر سياسات البنك، وليحصل المُقترض على مُهلة أكبر للسداد، لا بد من أن يتجنب الوقوع في بعض الأخطاء، كعدم تقديم البيانات المالية والمعلومات بشكلٍ دوري، أو عدم التجاوب مع مسؤولي البنك وإهمال العلاقة، أو إهمال القوانين والاستمرار في الجدال إذا حدث خطأ ما بدلًا من تقديم الاعتذار، فهذه الأخطاء تُفسِد العلاقة وتجعل مسؤولي البنك راغبين في التخلص من المُقترض في أقرب فرصةٍ مُمكنة.
الفكرة من كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
“إن الإنسان الذكي يتعلم من أخطائه، أما الحكيم فيتعلم من أخطاء الآخرين”..
انطلاقًا من هذه الحكمة ينقل إلينا هذا الكتاب عددًا من التجارب التي مر بها كثير من أصحاب المشروعات لنستخلص عُصارة خِبراتهم ونتعلم من أخطائهم، فهذا الكتاب لا يُقدم خُطواتٍ تفصيليَّة أو تعليماتٍ يُمكن اتباعها لترسيخ قواعد المشروعات التجاريَّة، بل ينقل نهجًا تفكيريًّا يُمكننا من التعامل مع أوضاعٍ مُختلفة والصمود في الميدان.
مؤلف كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
نورم برودسكي: رجل أعمالٍ أمريكي مُخضرم، أسس أكثر من ثمانية أعمال منها شركة CitiStorage في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، التي باعها عام 2007 مقابل 110 ملايين دولار أمريكي، وفندق Black Gold Suites في مدينة تيوجا بولاية نورث داكوتا الذي يُعد أحدث أعماله، وقد سعى بْرُودِسْكِي إلى تأرِيخ رحلته عبر كتابة عمود “Street Smarts” الخاص بشركته وتأليف كتاب:
Street Smarts: An All-Purpose Tool Kit for Entrepreneurs.
بو بيرلينغهام: مؤلف ومحرر لصالح مجلة Inc، وحاصل على درجة البكالوريوس في الشؤون العامة والدوليَّة من جامعة برينستون عام 1967، وقد عمل محررًا لصالح عددٍ من المجلات، منها: مجلة Ramparts، ومجلة New Times، ومجلة Working Papers، وانضم في أوائل الثمانينيَّات إلى شركة Fidelity Investments شركة الصناديق المُشتركة، حيث عمل مع مديري الصناديق وكبار المديرين التنفيذيين، وشارك في تأسيس المنظمة الدوليَّة PAC / World لقادة الأعمال والمراقبين، كما خدم في التسعينيَّات في مجلس إدارة شركة The Body Shop Inc، الشركة الأمريكيَّة التابعة للشركة الدوليَّة للعناية بالبشرة والشعر، وله مؤلفات عِدَّة، منها:
Small Giants: Companies That Choose to Be Great Instead of Big.
Finish Big: How Great Entrepreneurs Exit Their Companies on Top.