رحالو العصر الحديث.. السياسة تقود الرحلة
رحالو العصر الحديث.. السياسة تقود الرحلة
صادق العظم هو صادق بن صالح المؤيد، وُلد في دمشق، وعاش في القرن التاسع عشر الميلادي، أمضى طفولته بين بيروت ودمشق، ثم تنقل بين الآستانة وبرلين، وتخرج في الكلية الحربية ليلتحق بالجيش العثماني، ونرى أنه قد بدأ الترحال مبكرًا، لكن رحلته الكبيرة كانت بين الآستانة وأديس أبابا في قلب إفريقيا لمهمة دبلوماسية، كما ساح في الصحراء الكبرى الأفريقية، وسجَّل رحلته تلك في كتابه “رحلة الحبشة من الآستانة الى أديس أبابا عام 1980 م”، وقد اختلط القائد العسكري بقبائل تلك المناطق وسجل عاداتهم وطبائعهم عن قرب، ليست بعين المستعمر أو العنصري، وإنما ببصيرة الرحالة المنفتح على ثقافات الآخرين والمتشوِّق إلى المغامرة.
والأمير شكيب أرسلان هو أمير البيان، وُلد في لبنان عام 1869م، تنقَّل في لبنان في طفولته بين بلدته الشويفات والمدرسة السلطانية ببيروت ليستكمل دراسته بها، وعمل ببعض وظائف الحكومة، ومارس السياسة أيضًا، حيث مثَّل مقاطعة حوران في مجلس النواب العثماني، وقد بدأ الأمير حياته بالسياسة وقادته تلك إلى الرحلة، وقد سافر في العديد من الرحلات السياسية إلى أوروبا وموسكو وأيضًا الولايات المتحدة، كان شكيب أرسلان ذا حسٍّ أدبي عال، فدون معظم رحلاته مع تعليقات استطرادات نفيسة تدل على ذهن حاذق، وإن لم يفرد لبعض هذه الرحلات كتبًا مستقلة، ومن أشهر مؤلفاته التي يسجِّل بها انطباعاته عن رحلاته إلى موسكو والولايات المتحدة، كتاب “شوقي أو صداقة أربعين سنة”، وأيضًا كتب عن رحلته في الأندلس في كتاب “الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية”.
وعبدالعزيز الثعالبي هو الزعيم والمناضل السياسي، والعالم الرحالة، وُلِد في تونس عام 1874م، وبدأ الدراسة منذ صغره بالالتحاق بالكُتَّاب حيث حفظ القرآن ودرس الآداب وعلوم اللغة، ثم أكمل تعليمه في جامعة الزيتونة، ودخل عالم السياسة كمناضل للاستعمار الفرنسي في حداثة شبابه، ثم أسس الحزب الوطني الإسلامي، وقد حمل الثعالبي قضية شعبه معه في المنفى، وطاف بها الأرجاء يدعو إلى الاستقلال والحرية، حيث طاف بالبلاد العربية، وزار معظم بقاع أوروبا والعديد من الأقاليم الآسيوية، وترك العديد من المؤلفات المهمة، ناقش فيها أدوات الإصلاح ونفث همومه عن أحوال الأمة الإسلامية، كما سجَّل بها مشاهداتها عن الدول وانطباعاته عن الأمم التي زارها، ومن أهم كتبه “خواطر في رحلتي إلى الشرق”.
الفكرة من كتاب مشاهير الرحالة العرب
يعدُّ أدب الرحلات من أقدم الفنون التي اشتركت فيها جميع الأمم القديمة المتحضِّرة، فالإنسان منذ يومه الأول وهو متلهِّف إلى المعرفة، مجذوب إلى المجهول بطبعه، ولم تنحصر الرحلات على الأفراد فقط، فقد قام الملوك القدماء برحلات كبرى قصدوا بها التجارة أو الاستكشاف، فأقام الفينيقيون مستعمرات من خلال رحلاتهم التجارية على طول البحر المتوسط، وكذلك فالمصريون القدماء سجَّلوا رحلاتهم التجارية إلى بلاد بونت، واتخذ العرب الرحلة طريقة للعيش، ونقلت لنا الكتب رحلة امرئ القيس الذي كان يطلب فيها مُلك أبيه المفقود، ومات الملك الضليل وخَلدَت الرحلة.
مؤلف كتاب مشاهير الرحالة العرب
كمال بن مُحمد الريامي.