رجال البيت الأبيض
رجال البيت الأبيض
زار غازي القصيبي البيت الأبيض مرتين، الأولى في عهد الرئيس “نيكسون” قبل نهاية حكمه بأسابيع في 1974م، والثانية في عهد الرئيس “كارتر” في الأسابيع الأولى من ولايته في 1977م. التقى الكاتب كذلك في زيارته بـ”كيسنجر” والتقى في الثانية بـ”بريجنسكي”.
من زيارته الأولى، لاحظ الكاتب أن الرئيس نيكسون كان يتصرف كإمبراطور لواشنطن ولكنه إمبراطور يصارع للبقاء ومن حوله أعوان يتصارعون على السلطة، فقد كان الجميع يدركون قرب رحيل هذا الإمبراطور. في المقابل كان كيسنجر في الحقيقة نائبًا للإمبراطور وكان معتدًّا بنفسه، يشفع له في ذلك ذكاؤه ومرحه، وكان الجميع مبهورين بتصرفاته وكلماته ونظرياته.
أما في زيارته الثانية، وجد الكاتب أن كارتر الذي استغل كره الأمريكيين لنيكسون وجعل شعارته الانتخابية عن الحب والنزاهة والصدق، غير آراءه بمرور الوقت. وقد وجد غازي القصيبي أن هذا الاندفاع لإرضاء الناس هو دليل على ضعف شخصية كارتر وهو ما أدى به إلى إغضاب الجميع في النهاية. مع ذلك، فقد وجد بأن كارتر كان من أكثر الرؤساء قضاء للوقت على مكتبه وكان يلم بكل التفاصيل الدقيقة للقضايا خلال المباحثات الرسمية.
أما برجنسكي فبدا أنه يحاول أن يكون كيسنجر جديد، إلا أنه لم يكن يتمتع بذات الدهاء ولا الثقة بالنفس التي تمتع بها كيسنجر، فقد كان في كل المرات التي قابله فيها الكاتب حريصًا على استعراض المعلومات في حديثه، وكان يتكلم بالكثير من التعميمات التي لا يجب أن تصدر من أستاذ في العلاقات الدولية مثله.
الفكرة من كتاب الوزير المرافق
خلال عمله في وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، كُلف غازي القصيبي بالعديد من مهام مرافقة الملك أو ولي العهد في زيارات رسمية، أو مرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة أو حضور المؤتمرات المختلفة بين الحين والآخر، وتسمى هذه المهام بمهام “الوزير المرافق”.
في هذا الكتاب يشارك الكاتب انطباعاته الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين قابلهم وشاهدهم عن قرب خلال مهامه بصفته وزيرًا مرافقًا. وقد حرص الكاتب على أن تكون هذه الانطباعات كما دونها أول مرة دون أن يعدل عليها أو يصحح ما جاء فيها في ضوء التطورات اللاحقة.
مؤلف كتاب الوزير المرافق
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، “كتاب حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.