ربط الرياضيات بالحياة
ربط الرياضيات بالحياة
ثمة صلة إيجابية بين اهتمام المرء بموضوع ما ودرجة احتكاكه به والتفوق فيه، ولدمج الدروس بروابط العالم الحقيقي من خلال ارتباطات الطلاب الشخصية بالموضوع، ينبغي الاهتمام بعرض المفهوم الذي يتمحور حول الطالب وعرض الصورة الرمزية والتجريدية للمفهوم بالتدريج، ولذلك يجب جمع المعلومات عن الطلاب والبحث عن اهتماماتهم الشخصية، ويتم ذلك بمراجعة السيرة الذاتية وسؤال الأبوين وملاحظة التعليقات العشوائية للطلاب التي تخبر عن معلومات شخصية مثل فريق كرة القدم الذي يشجعونه والأطعمة التي يفضلونها والحيوانات الأليفة التي يملكونها. ويمكن مفاجأة الأطفال بذكر ميولهم في أثناء حل المسألة أو حساب سن أحدهم بالفرق بين تاريخ ميلاده وتاريخ اليوم، فيرتبط وقت الحل بما يتحمسون لسماعه أو فعله. أما الكبار فيمكن أن يُطلب منهم كتابة تجاربهم مع الرياضيات باستخدام أسئلة محفزة من نوعية: ما شعورك تجاه الرياضيات؟ ما أفضل عاداتك الدراسية؟ كيف تستفيد من الرياضيات خارج المدرسة؟ ما الطريقة المثلى لتعلم الرياضيات بالنسبة إليك؟
عند عرض عملية رياضية أو صيغة اكتشفها عالم معين، تحدث عن سيرته الذاتية أو حادث مثير وقع له عندما كان في سِن طلابك، وناقش معهم المعوقات التي اعترضت طريقه وقت عمله، ليدركوا أن الرياضيات كانت كفاحًا حتى لأذكى علماء الرياضيات. اربط الأعداد السالبة بالعالم الحقيقي مستعملًا في البداية مصطلح “ما دون الصفر”، ومن خلال قياس تغيرات درجة حرارة الجو خلال الأيام ووضع رسم بياني لها سيفهم الطلاب كيف يمكن للتغيير أن يكون سالبًا دون أن تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، ويمكن بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة أكثر تجريدًا كأن يخمنوا: هل يضيفون البرودة أم يزيلونها عند ترك الثلاجة مفتوحة؟ ومن ثم يمكن طرح عدد سالب (هو إزالة البرودة) لترتفع درجة الحرارة. ويمكن توظيف مفاهيم رياضية كالقياس والنسبة والتناسب لتصميم نماذج مصغرة لمنازلهم وأحيائهم، وحساب الفرق بين عدد نبضات قلوبهم حالة الركض وحالة الراحة والمدة الزمنية ليعود القلب إلى حالته الطبيعية قبل الركض.
الفكرة من كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
لا تستغني الحياة عن التفكير الرياضي، لأنه يعلمنا التصنيف والاستدلال والتحليل وتنظيم المعلومات وترتيب الأولويات وإدراك الأنماط والعلاقات، وكلها من وظائف التفكير العُليا التي تقودنا إلى الحلول الإبداعية للمشكلات، ولكنّ معظم طلبة المدارس ينفرون من الرياضيات ويشتكون من صعوبتها، ومعدلات الرسوب في الرياضيات أكثر من أي مادة أخرى، كما أظهرت دراسة أمريكية أن ٧٤٪ من الطلاب يرون مادة الرياضيات مُملَّة، وكثيرًا ما يتركون مسارات تعليمية معينة هروبًا من شبح الرياضيات، لذلك تقدم المؤلفة لمعلمي الرياضيات مجموعة من الاستراتيجيات العملية، للاستفادة منها في قلب الموقف السلبي تجاه الرياضيات وجعلها من أمتع المواد وأكثرها إثارة! وكلها مبنية على أبحاث علم الأعصاب الحديث خصوصًا تلك المتعلقة بوظائف قشرة الدماغ الأمامية.
مؤلف كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
جودي ويليس : طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ في ما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين المحلي والدولي.
من مؤلفاتها:
– تعليم الدماغ القراءة.
– Research Based Strategies to Ignite Student Learning
المترجمة: سهام جمال: ترجمت عدة كتب لمكتبة العبيكان منها: “تعليم الدماغ القراءة”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.