راي الذكي ذو العرَّات
راي الذكي ذو العرَّات
راي، الشاب الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره، وحالته المرضية هي متلازمة توريت، وهي تتمثل في خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة، تظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لا إرادية متلازمة يصحبها متلازمات صوتية متكررة، ويمكن أن يتم قمع هذه التشنجات اللاإرادية، التي تزداد وتتضاءل، بشكل مؤقت، وعادةً ما يسبقها إحساس غير مرغوب فيه في العضلات المتأثرة.
كان راي مُعرَّضًا لهذه المتلازمة منذ سن الرابعة، وهو متميز بهذه العرَّات لأنها تثير انتباه من حوله، فرغم ذكائه المتقد وحصافته وقوة شخصيته فإنه كان قد تم طرده من عدة وظائف منذ تخرجه في الجامعة دائمًا بسبب هذه المتلازمة.
كتب له الدكتور أوليفر ساكس أدوية لتهدئته، حيث كان دائمًا طائشًا، وبعد أن خضع للعلاج لمدة ثلاث سنوات، أصبح يوجد اثنان من راي يخضع واحد منهما فقط للعلاج، فهو يأخذ الدواء في أيام، ويهمله في أيامٍ أخرى؛ فهو المواطن الرزين الهادئ المتروِّي في الأيام من الاثنين إلى الجمعة، وراي الذكي ذو العرَّات الطائش في أيام العطلة.
وهي حالة غريبة، وقد اعترف هو نفسه بذلك فقال: “إن الإصابة بمتلازمة توريت هي حالة جامحة كما لو كنت سكران طوال الوقت، أما الخضوع للعلاج فهو ممل ويجعل المرء صارمًا ورزينًا، وفي كلتا الحالتين ليست هناك حرية حقيقية.. أنتم “الطبيعين” يا من لديكم الناقلات العصبية الصحيحة في الأماكن الصحيحة وفي الأوقات الصحيحة تتوافر لديكم كل المشاعر والأساليب طوال الوقت؛ الرزانة أو الطيش، وفقًا لما كان ملائمًا”.
الفكرة من كتاب الرجل الذي حسب زوجته قبعة
عُرف طبيب الأعصاب والكاتب أوليفر ساكس بالبعد الإنساني والأدبي في كُتبه، فحين يكتب عن المرض، فهو لا يحوِّل المرضى إلى حالات لا روح لها، أو كما يقول في مقدمة الكتاب: “سجل الحالة الحديث يلمِِّح إلى الفاعل بصورة سطحية: “أنثى في الحادية والعشرين من العمر مصابة ببرص ثلاثي الصبغ، وهي عبارة يمكن أن تنطبق على جرذ بقدر انطباقها على إنسان، ومن أجل إعادة الفاعل البشري إلى المركز – الفاعل البشري المُعاني، والمُبتلى والمقاوم – لا بد لنا من توسيع سجل الحالة إلى قصة أو حكاية”.
ما الذي يجعل شخصًا ما يظن أن زوجته قبعة؟ إنه الدماغ، هو ما يجعله يسلك سلوكًا غريبًا ومختلفًا.
هناك فرق بين الدماغ والعقل، فالدماغ هو الكتلة المادية الموجودة داخل الجمجمة، أما العقل فهو القدرة على التفكير والوظائف الإدراكية.
مؤلف كتاب الرجل الذي حسب زوجته قبعة
أوليفر ساكس: هو كاتب وباحث وطبيب أعصاب بريطاني متخصِّص في علم الأعصاب، ولد سنة 1933 في لندن، وتوفي سنة 2015. حاز رتبة قائد في رتب الإمبراطورية البريطانية (CBE)، وهو عضو جمعية الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا.
ألَّف الطبيب أوليفر ساكس مجموعةً من الكتب الأكثر مبيعًا، وقد تناولت في معظمها الحالات المرضية التي واجهته في مسيرته المهنية، والبعد الإنساني لها، ومن أشهر هذه الكتب:
أريد ساقًا أقف عليها.
رؤية الأصوات رحلة إلى عالم الصم.
عين العقل.
على الطريق (نُشر هذا الكتاب سنة 2015 قبل أشهر قليلة من موته).
عمى الألوان.