رأسمالية متحرِّرة
رأسمالية متحرِّرة
تنتظم الأسواق وفق أنماط محددة، وتتعدَّد خصائصها ما بين سوق الاحتكار التامة وسوق المنافسة الكاملة، فالأولى تمتاز بوجود بائع واحد للسلعة أو الخدمة، أما الثانية فتمتاز بوجود عدد كبير من المنتجين والمستهلكين، والصورة الأخيرة تعدُّ السوق المثالية التي نادى بها آدم سميث في كتابه “ثروة الأمم”، ومن أهم شروطها إتاحة المعلومات الكاملة لجميع وحدات السوق حتى تعمل آلياتها “اليد الخفية” بكفاءة ويتحقَّق توازن العرض والطلب عند السعر العادل، وإلى اليوم لم تتحقَّق تلك الصورة المثالية، فالمشتري لن يجد الوقت ولا الجهد للذهاب والاطلاع على أسعار كلَّ بائع على حدة.
ولكن في ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القائمة اليوم، وتدشين السوق الإلكترونية والتي وفرت المعلومات الخاصة بأوصاف وأسعار السلع والخدمات، صرنا أقرب إلى تحقيق تلك السوق وفق مفهوم سميث، فالمشتري اليوم أصبح على دراية بالمعلومات التي تساعده على اتخاذ قراراته وفق مصلحته لتحقيق أكبر نفع بأقل تكلفة، فالسوق الإلكترونية اليوم أصبحت الوسيط أو السمسار المطلق بين طرفي أي معاملة تجارية، واليوم في ظلِّ انتشار التجارة الإلكترونية يتمُّ شحن ملايين السلع بين الدول المختلفة وفق تلك الآلية.
كما نشطت تبعًا لذلك خدمات المدفوعات الدولية وتحويل الأموال، وهو ما أسهم بدوره في توسيع قاعدة الشمول المالي وتطبيقات التجارة الذكية، وكذلك نشطت تجارة الإعلانات وأصبحت هناك مساحة للمستهلك للإدلاء برأيه، كما تستفيد الشركات المصنعة كذلك من تلك التغذية العكسية الواردة من الجمهور حول تقييم السلعة أو الخدمة المقدمة، فما إن ينزل إلى الأسواق منتج جديد ويجربه البعض إلا وتجد سيلًا من التعليقات والمراجعات ومشاركة الآراء حول جودة المنتج وقيمته، وبعدما اعتدنا مثل تلك التقنيات الحديثة صرنا نتعجَّب كيف كانت حياتنا تسير من دونها، بل صرنا نفزع عند تخيُّل الحياة قبل ظهور الإنترنت وأجهزة الحاسوب.
الفكرة من كتاب المعلوماتية بعد الإنترنت.. طريق المستقبل
لعلَّنا اليوم نعيش في عصر ما يمكن أن يُطلق عليه “عصر العبور الرقمي”، فإحدى قدمينا اليوم ما زالت في العصر التقليدي القديم والأخرى سبقتنا إلى العصر الرقمي القادم، وتأتي أهمية الكتاب الذي بين أيدينا في أنه يُطلِعك على المستقبل وفرصه وتحدياته، وأثر تلك التطورات في التجارة والأعمال والتعليم والحياة الاجتماعية بوجه عام.
مؤلف كتاب المعلوماتية بعد الإنترنت.. طريق المستقبل
بيل غيتس Bill Gates: رجل أعمال ومبرمج أمريكي، وُلِد في سياتل، بواشنطن في 28 أكتوبر 1955، في خريف عام 1973م التحق بيل بجامعة هارفارد، وأسَّس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان لصناعة البرمجيات، ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدَّر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة، له كتاب “المعلوماتية بعد الإنترنت طريق المستقبل”.
ناثان مايرفولد (Nathan Paul Myhrvold): أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت، ولد في 3 أغسطس 1959 في واشنطن، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء الرياضية من جامعة برينستون، وهو عضو المجلس الاستشاري لشؤون البنية الأساسية القومية للمعلومات بالولايات المتحدة الأمريكية.
بيتر رينرسون (Peter Robinson): صحفي حائز على جائزة بوليترز، ورئيس شركة “راستررانش”، وهي استديو للإنتاج الرقمي، ألَّف الكتب الرئيسة حول استخدام معالج كلمات مايكروسوفت، كما أسس أيضًا شركة “ألكاي سوفت وير”.