ذهان الحب
ذهان الحب
حالة ذهان الحب تصيب العديد من السيدات وقد تصيب الرجال أحيانًا، وهي أن تشعر بمشاعر عميقة من الحب الصادق تسيطر على كل كيانك، لكنك تتخيل أن الطرف الآخر يحبك أيضًا، فتترجم كل حركاته وسكناته أنها تعبير عن الحب، قد يكون زميلًا أو حتى مديرًا في العمل، لا يحدث تدرُّج في المشاعر، بل تحدث مرة واحدة، والأشياء التي تحدث مرة واحدة تأكد أنها سطحية.
تنبهر بفلان لأنه ذو مكانة اجتماعية عالية أو شخصية عامة أو زميل متفوق، وتشعر منذ البداية وكأنه يهيم بها وأنه فقط ينتظر موافقتها وينتظر أن تبادر هي بخطوة، فتبعث له برسالة أنها تبادله المشاعر، رسالة تلو الأخرى وهو لا يعرفها ولا يراها حتى!
وبعدها يستمر هذا الجنون بأن ترسل إليه الهدايا القيِّمة بكل ما تملك، ثم تبدأ في متابعته ومراقبته ثم محاولة الحديث معه في كل وقت وبأي وسيلة في الهاتف أو بالخطابات بطريقة تشعره بالذعر، وعندما يبدأ في تهديدها تزعم أن هذا بسبب كسوفه أو تردُّده وخوفه من أن يعرف الناس حقيقة مشاعره نحوها، فتتهمه هو بالتناقض والضعف.
تصرفاتها غير المسؤولة لا حدود لها، فقد تحاول أن تظهر للناس أنه هو من بدأ بحبها ثم هرب، تزوره في بيته أو في عمله وتشكوه لكل الناس، وقد تحاول الانتقام منه لأنه لم يعطِها ما ترغب، وهذه الحالة تكون بسبب رغبتها في علاقة جنسية معه وليس حبًّا حقيقيًّا كما تزعم.
والمشكلة أن صاحب هذه الحالة يظهر في مظهر عاقل ولا يبدو عليه أي اضطراب، وقد يصدقه الكثيرون ولكن يجب إدراك أن صاحب المشاعر الحقيقية إذا لم يجد مقابلًا من الطرف الآخر يبتعد بسلام.
والسبب في هذه الحالة هو حب عميق لذاتها، تريد من شخص آخر أكثر عقلًا وحكمة وتفوقًا عنها في كل شيء أن يحبها ليثبت استحقاقها ويخبر عقلها أنها ليست مريضة بحب الذات، أما لو رفضها فهذا يحطم كبرياءها ويكشفها أمام نفسها، وبعض هذه الحالات يمكن علاجها مع المعالج السلوكي والبعض الآخر بالعقاقير مع الطبيب النفسي المتخصص.
الفكرة من كتاب أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي
قبل أن نبدأ إن كنت تظن أن زيارة الزوج أو الزوجة للطبيب النفسي بسبب مشاكل زوجية فقط، فأنت لا تعي من حقيقة الأمر شيئًا، فمشاكل كثيرة تحدث بعد الزواج لا نلقي لها بالًا رغم أنها قد تودي بحياة أصحابها لها جذور قديمة، لكننا نشعر بآلام الآخرين الجسدية لأنها مرئية ولأننا نستطيع سماع آهاتهم، أما بالنسبة للآلام النفسية فلا يراها أحد، رغم أنها قد تصل بالمرء إلى الانفصال عن واقعه، أو حتى الانتحار لشعوره بالضيق وعدم وجود مساعدة؛ لذلك كان واجبًا علينا ألا نهمل العلامات الواضحة التي تحتاج إلى علاج؛ حرصًا منَّا على صحة ذوينا، فبم تشعر المرأة بعد الطلاق أو الترمُّل؟ ما الجزء الذي لا نراه؟ وما الذي سيشعر به الرجل إن وجد من ينافسه في حب زوجته؟ وما سبب حدوث النفور الشكلي أو الزهد؟
يجيب الدكتور عادل صادق عن هذه التساؤلات وأكثر، ويوضح العلامات التي تتطلَّب مساعدة نفسية على لسان أصحابها، ثم يعلق عليها باعتباره الطبيب النفسي لهما، فيتناول الموضوع من وجهة نظر علمية، ويحاول طرح حلول بسيطة لهذه المشاكل لعل أحدهم يجد حالًا مشابهًا لما يمر به ويعرف الحل.
مؤلف كتاب أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر: طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وشغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، وعمل رئيس تحرير لمجلة “الجديد” في الطب النفسي.
وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام، توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيمًا؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”.