ذكر الموت
ذكر الموت
ففراق الأصحاب والأحباب يعظ الإنسان ويذكره أنه لاحقٌ بهم ولا شك، وكان الحسن البصري يقول: “كان رجل من المسلمين يبلغه موت أخ من إخوانه فيقول: كدت والله أن أكون أنا، فيزيده الله بذلك جدًّا واجتهادًا، فوالله ما زال كذلك حتى مات موتًا كيِّسًا”، وكان من قول الحسن البصري أيضًا: “ما أكثر عبد ذكر الموت إلا رأى ذلك في عمله، ولا طال أمل عبد قط إلا أساء العمل”.
والنوم موتة صغرى وتذكرة يومية للمرء، لا يعلم هل ينام فيصحو أم تكون نومة واحدة، والمرض رسول من الله لعباده ينذرهم دنو آجالهم، فمن لم يتُب بعد أن أتاه النذير، فيا لغفلته وخسارته، وفي زيارة القبور موعظة وإحياء للقلوب، وباعث للعمل ونفض الكسل، فاعمر قبرك قبل أن تسكنه، فإنك ماكث فيه دهرًا أطول مما تتصوَّر، فإما يكون روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار والعياذ بالله، وقد جاء رجل لعبد الله بن المبارك يسأله شيئًا تافهًا وهو في جنازة فقال له عبد الله: “يا هذا سبِّح فإن صاحب السرير منع من التسبيح”.
يقول الله (عز وجل): “وما عند الله خير للأبرار”، فمن كان همُّه في دنياه آخرته كان فرحًا بملاقاة الله (عز وجل)، ومن ساء عمله كان منيته ذعرًا وهلعًا لما يعلم أنه سيلاقيه.
الفكرة من كتاب الحرب على الكسل
الكسل هو التثاقل عن الأشياء المهمة، وهو داء يجر الوبال على صاحبه، إذ لا يأخذ من دنيا المرء فقط، بل من دنياه وآخرته كليهما، وكلما ازداد المرء كسلًا، أصابه الفراغ والتبلُّد، يقول الإمام الراغب: “من تعطَّل وتبطَّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى، لأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل عضو تُرِك استعماله يبطل، وكما أن البدن يتعوَّد الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكُّر تتبلَّد وتتبلَّه، وترجع إلى رتبة البهائم”.
مؤلف كتاب الحرب على الكسل
خالد أبو شادي: طبيب صيدلي وداعية إسلامي، ولد في مصر عام 1973، درس في الكويت ثم أكمل دراسته الجامعية بالقاهرة، له كتب ومحاضرات توعوية متميزة، وعُرف بعنايته بتزكية القلوب والجانب الإيماني، ويتميَّز أسلوبه بالسهولة والقرب لكثير من الشباب.
من مؤلفاته: “أول مرة أصلي”، و”ونَطق الحجاب”، و”صفقات رابحة” و”بأي قلب نلقاه”، و”هبِّي يا رياح الإيمان”، وله برنامج تلفزيوني بعنوان “وتستمر المعركة”.