ذكرى ميلاد الفوهرر ونهايته
ذكرى ميلاد الفوهرر ونهايته
دخلت قوات الحلفاء ألمانيا، ولم يبقَ حصنٌ سوى برلين المحترقة التي تأبى الاستسلام، فالخراب يسود، وملايين السكان يعانون الجوع واقفين في طوابير الطعام أمام أبواب المخازن يتساقط منهم المئات تحت أصوات القنابل وقذائفِ المدافع، وفي ظل تلك الأحداث، وفي نفس المدينة، هناك حصن ينعم بالأمان والحصانة وإن بدأت المدينة نفسها تزول، وهو ملجأ أدولف هتلر وقادته العسكريين، حيث يدرسون فيه كلَ يوم حالة البلاد، ويصف الكاتب هذا الملجأ حين دخله بعد انتهاء المقاومة في برلين بخلية نحل ذات ثلاث وثلاثين حجرة.
وها هي أول الأيام العشرة الأخيرة الموافقة للعشرين من أبريل (نَيْسان) عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين للميلاد تصادف ذكرى ميلاد أدولف هتلر السادسة والخمسين، حيث يجلس على مقعده ويحيط به كبار قادة الجيش الألماني كالمارشال غورنغ والمارشال كايتل والجنرال يودل ليهنئوه بعيد ميلاده في الوقت الذي تكاد تسقط فيه برلين، ويتم تطويق البلاد من قِبل الروس شرقًا والحلفاء غربًا، ولا يزال هتلر يصدر أوامره وهو يظن أن بإمكانه القضاء على الخطر الذي سيُسقِط بلاده، ويحاول المارشال غورنغ إقناعه بمغادرة برلين إلى الجنوب لكنه يرفض.
في اليوم نفسه، عملت مجموعات جيشي روسيا البيضاء وأوكرانيا الأولى بتنفيذ خطة تطويق برلين، وظل هتلر متمسكًا بعناده ويأبى الاعتراف بالحالة الحرجة لموقفه، ورأى تنفيذ خطة للقضاء على الرًّوس تقضي بحشد القوات الألمانية في الشمال، ثم التحول إلى الجنوب، وأصدر أمره للجنرال شتينر ضابط الحرس الأسود بتنفيذ الهجوم، كما أمر الجنرال كولر رئيس أركان حرب سلاح الجو بدعم هذا الهجوم، وفي أثناء ذلك استطاعت الدبابات الروسية التغلغل داخل برلين، واحتلال بلدة أوكنر الحصينة على حدود برلين الشرقية، وظل هتلر متمسكًا بآماله في تنفيذ الجنرال شنيتر لخطته، لكنه فُوجئ وصُدِم بشدة بعدما علم أن شنيتر لم يهاجم، وظل يردِّد عن خيانة شنيتر وجماعة الحرس الأسود له.
الفكرة من كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
لم يكن هتلر بالرجل الاقتصادي، ولم يكن كذلك بالقائد العسكري، ولربما هذا ما جعل العالم والدول العظمى آنذاك لا تقدِّر نفوذه وفعله، حتى فعل ما فعله، لكنه كان سيد خطباء القرن العشرين كما وصفه الكاتب، وكم جهل العالم وقتها أن الخطابة هي أفتك سلاح بعد القنبلة الذرية، وكما شهد العالم تعاظم قوته، شهد أيضًا وصولها إلى الهاوية، فكيف كان وضع ذلك الرجل الذي احتاج العالم أن يتحد من أجل القضاء عليه في آخر عشرة أيام في حياته؟
مؤلف كتاب عشرة أيام بين هتلر والموت
ميكائيل موسمانو: كاتب وقاضٍ سياسي، عمل ضابطًا مساعدًا خلال الحرب العالمية الثانية، وشهد استسلام الألمان عام 1945م، ثم عمل قاضٍيًا في محكمة نورمبرغ، وهو أحد المحققين والقضاة في دعوى نورمبرغ التاريخية ومحاكمة القادة النازيين بعد الحرب، استطاع عن طريق الشهادات الخطية والشفهية لشخصيات كانت على اتصال مباشر بهتلر كقادته، وأمناء سرِّه ومرافقيه وخَدَمِه، وخلال تحقيقات استمرت لثلاث سنوات متواصلة، جمع المعلومات الدقيقة عن آخر عشرة أيام في حياة أدولف هتلر في هذا الكتاب الوحيد له.