ذكاء الطفل وتشجيعه على الاجتهاد والمثابرة
ذكاء الطفل وتشجيعه على الاجتهاد والمثابرة
من المستحيل تقريبًا أن يتقن المعلم إحدى المهام العقلية دون ممارسةٍ طويلة، كما أن المعرفة في مرحلةٍ مبكرةٍ من التعلُّم ليستْ كما في مرحلةٍ متأخِّرةٍ منه، فالطريقة العلمية الوحيدة لإتقان مهارة أو علم ما هي التكرار، والممارسة تفيد أكثرَ إذا وُزِّعت على فترةٍ زمنيةٍ أطول بصورة أقل؛ نعم قد يبدو شيئًا مُمِلًّا، ولكنه يجلب منافع معرفية، كما أن لها ثلاث فوائد: فهي تساعد على أن تصير العملياتُ العقلية تلقائيةً؛ ومن ثَمَّ تُمكِّن من حدوث مزيد من التعلُّم، كما أنها تقلِّل من فرص النسيان، وأخيرًا تزيد احتمالَ نقل التعليم إلى مواقفَ جديدة، ولهذا من الأفضل أن يحرص المعلم على تحديد ما الذي ينبغي أن يمارسه بالضبط؟ وذلك بتحديد المكونات الأساسية التي تفيد طوال العملية التعليمية.
ويجب أن يُعلم أن السؤال “كيف نجعل أطفالنا يُفكّرون كالخبراء؟” هو سؤال خطأ، وذلك لأن ما يعرفه الطلاب أقلَّ من الخبراء، بل إنَّ ما يعرفونه منظَّم تنظيمًا مختلفًا في ذاكرتهم، كما أن العلماء لم يكونوا خبراء في مستهل حياتهم؛ فقد كانوا يفكِّرون مثل المبتدئين، ولكن حتى نضع طلابنا على خطى العلماء والخبراء، فهي أن نجعلهم يُمارسون.
كما أن الذكاء ليس شيئًا ثابتًا في الإنسان، نعم يختلف الأطفال في الذكاء، لكن الذكاء يمكن تغييره عن طريق المثابرة المستمرة في العمل، لذا عندما يُصيب الطفل عليك أن تشجِّع عمله وجهده لا ذكاءه، فأنت تريد أن تُشجِّع تلاميذك على التفكير في ذكائهم على أنه خاضع لسيطرتهم، وبالأخصِّ أن بمقدورهم تحسين ذكائهم عن طريق الكدِّ في العمل؛ وانظر إلى الفشل على أنه جزء طبيعي من عملية التعلُّم، وأخيرًا قدِّم لطلابك الثقة والحُب، فالناس دائمًا يُفضِّلون المعلمين الذين كانوا يضعون معايير عالية، ويؤمنون أن التلاميذ في استطاعتهم تلبية هذه المعايير.
الفكرة من كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
كم مرَّة في طفولتك شعرت أنك غير سعيد في أثناء ذَهابك للمدرسة؟ كم مرة شعرت أن المدرسة لا تُوظف قدراتك على نحو صحيح؟ هذه المشاعر بلا شك قد مررنا بها خلال طفولتنا، لكن لماذا إذًا يشعر الأطفال تجاه المدارس بهذه المشاعر؟ وما الذي يُفرِّق المُدرس الجيِّد من غيره؟ ولماذا يجلس الطفل أمام فيلم الكارتون ساعتين، لكنَّه لا يطيق الجلوس للاستماع إلى درس لا يتجاوز نصف ساعة؟
في هذا الكتاب يسعى مؤلفه إلى مساعدة المعلمين على تحسين ممارستهم عن طريق موضوعات متنوِّعة من أجل الوصول إلى معرفة كيفية عمل عقول التلاميذ، وكيف يستخدم المعلم هذه المعرفة ليكون معلِّمًا أفضل؟
مؤلف كتاب لماذا لا يحب التلاميذ المدرسة؟
دانيال تي ويلينجهام Daniel T. Willingham: كاتب وطبيب نفسي، وُلد عام 1961، حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد، وهو حاليًّا أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، واليوم تخصَّصت أبحاثه بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان «اسأل العالِم المعرفي» في مجلة «أمريكان إديوكيتور»، وفي عام 2017 عُين عضوًا في المجلس الوطني لعلوم التربية.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها:
الإدراك.
عقل القراءة.
متى يمكنُ الوثوقُ بالخبراء؟
تربية الأطفال الذين يقرأون.