ذرية نوح

بعد أن استقر نوحٌ وقومه في الأرض الجديدة قسم على أبنائه الثلاثة “سام وحام ويافِث” جوانب الأرض، وأوصاهم أن يعمِّروها، حصل سام على أرض بيت المقدس وشرق نهري الفرات ودجلة وشرق نهر النيل وحدود خراسان وفارس، كذلك حدود بلاد الأرمن والروم والجزيرة العربية، وحصل حام على إفريقيا وما اشتملت عليه من مصر وبلاد السودان وأعالى النيل وبلاد النوبة والبحر الأحمر، أما يافِث فقد امتدت أرضه من أقصى الشمال حيث بلاد الصقالبة حتى أقصى الشرق، وهي بلاد الترك والصين وبلاد يأجوج ومأجوج والأندلس.  

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بدأ أحفاد نوح في إعمار الأرض بعد أن ضاقت بهم أرض بابل، ومنذ تفرقهم ظهرت اللغات المختلفة، ويُقال إنه كان لبني سام ١٩ لغة، ولبني حام ١٧ لغة ولبني يافِث ٣٦ لغة، وتبعًا لما ذكرته التوراة فإن أحفاد نوح من ابنه سام خمسة، وهم: “أَرْفَخْشَذ وإِرَم وآشُور وعِيلَام ولَاوِذ”، وقد ورثوا عنه لون البشرة المتوسط ما بين الأبيض والأسود، وأبناء حام هم: “كُوش ومِصْرَايِم وفُوط وكنعان”، وورثوا لون البشرة الأسود، أما أبناء يافِث فهم “جُومَر ومَأْجُوج ومَادَاي ويُونَان وتُوبَالْ ومَاشِح وطِبْرَاش”، وقد ورثت عنه ذريته الشقرة والحمرة.

وعلى الرغم من انحدار البشرية كلها من نسلٍ واحد فإن بعض العنصريين اختلقوا قصة مفادها أن نوحًا غضب من كنعان بن حام فلعنه هو وذريته، واستخدموا تلك القصة في تبرير العنصرية ضد الأفارقة أصحاب البشرة السوداء واستعبادهم من قِبل أصحاب البشرة البيضاء، وسبب ذلك كراهية بني إسرائيل للكنعانيين أصحاب أرض فلسطين، كما كذبها الكثيرون من المسيحيين واليهود، فجميع الأديان السماوية تنبذ العنصرية والتمييز على أساس لون البشرة.

لقد خلقنا الله جميعًا من أبٍ واحدٍ هو آدم وأمٍّ واحدةٍ هي حواء، فنحن على اختلاف جنسياتنا وملامحنا ولغاتنا ننحدر من نسلٍ واحد، فلا فرق بين نسبٍ وآخر، ولا فضل لأبيض على أسود.. ومع ذلك ما زالت بعض الطوائف والجنسيات تصر على اعتبار الجنس السامي المنحدر من سام بن نوح هو الجنس الأنقى، وأن جنس حام بن نوح جنسٌ ملعون يستحق الاستعباد، وجنس يافِث جنس شرير وفاسد، وأصبح دعاة العنصرية يتشبثون بذلك الفكر لاعتبارات دينية وسياسية.

لذلك يهدف الكتاب إلى تتبع نسل البشر منذ عهد آدم عليه السلام، وبعد طوفان نوح عليه السلام الذي أعاد تشكيل الأرض حتى أصبحت على حالها اليوم، كما يسلط الضوء على دراسة أنساب الشعوب بدايةً من نسل نوح وأبنائه وأحفاده وهجراتهم المتعددة التي أدت إلى اختلاط الأنساب وامتزاجها، فأقامت حضاراتٍ ومدنًا، بعضها طُمس تاريخه والبعض الآخر ما زال موجودًا إلى الآن.

شريف سامي: كاتب وباحث في التاريخ القديم والحديث، له عدة مؤلفات منها:

مختصر حضارات العالم.
مختصر تاريخ أوروبا.
شواهد على التاريخ.