ديون بلا تنمية
ديون بلا تنمية
يختلف عصر سعيد باشا تمامًا عن عصر محمد علي، حيث لم يمضِ وقت طويل على اعتلائه العرش حتى بدأ يتورط في الديون ويتأخر عن دفع مرتبات موظفيه وكذلك دفع الجزية للسلطان، كما اتجه لإصدار أذونات خزانة لدفع مرتبات الموظفين ثم اتجه بعد ذلك 1860م لعقد أول قرض خارجي، لكنه كان باسمه مع أحد المصارف الفرنسية، ولم يمضِ أكثر من عام حتى اتجه مرة أخرى 1862م إلى عقد أول قرض خارجي تعقده الحكومة المصرية باسمها فى العصر الحديث مع مصرف ألماني.
وعندما مات سعيد باشا 1863م كان إجمالي عدد القروض 18 مليون جنيه، ويشير الدكتور جلال أمين إلى أسباب تورط سعيد باشا المفاجئ في الديون إلى:
شخصية سعيد باشا ومدى كونه “متلافًا للنقود”.
إغراء أصحاب الأموال بفرص الربح المجزية للإقراض.
زوال نظام الاحتكار الذي فرضه محمد علي ونمو الاقتصاد النقدي.
ممارسة الضغط والإغراء وعمليات النهب من جانب قناصل الدول الأوربية.
الفكرة من كتاب قصة الاقتصاد المصري
يناقش الدكتور جلال أمين في هذا الكتاب تطور الاقتصاد المصري على مدى القرنين الماضيين، بدايةً من حكم محمد علي وحتى نهاية حكم مبارك، فالكتاب يستعرض الحقب الزمنية مقسمة تاريخيًّا وفق ولاية الحكام، فهو يعدُّ دراسة تاريخية مع التوثيق، مما يجعل منه مرجعًا لفهم درامية الاقتصاد المصري، وما مر به من عوامل الغباء الإداري والتآمر الاقتصادي للحد من نمو دولة لها العديد من الإمكانيات الكافية لتحقيق ذاتها.
مؤلف كتاب قصة الاقتصاد المصري
جلال الدين أحمد أمين، عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955. حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وشغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حتى وفاته 25 سبتمبر 2018.له العديد من الكتب والمؤلفات أكثرها شهرة «ماذا حدث للمصريين؟» والذي شرح فيه التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995.