“ديترويت” مدينة السيارات.. والعرب أيضًا
“ديترويت” مدينة السيارات.. والعرب أيضًا
سافر الكاتب إلى ولاية ميشيغان وبالتحديد “ديترويت” مدينة صناعة السيارات بالولاية، وقد لاحظ وجود نحو عشرين ألف يمني في هذه المدينة، ووجود أماكن خاصة بهم كالمدارس والديوانيات، حتى إن لهم مشايخ للقبائل ونواب عشائر هناك، ومن مدينة ديترويت انطلقت شركات كبرى مثل فورد، وكرايسلر المالكة لسيارات مرسيدس، كما أنه بالمدينة توجد قرية فورد على اسم مؤسس شركة السيارات العملاقة، وتوجد أيضًا مدينة لانسنج وهي عاصمة الولاية إداريًّا رغم كونها أقل مكانة من ديترويت، لكنها معروفة بكونها المدينة التي تحدث عنها “مالكوم إكس” في مذكراته، والحق أن فكرة جعل عاصمة الولاية مدينة صغيرة هي فكرة ذكية من الناحية الإدارية، فهذا يمنع السلبية القائمة على ارتكاز كل شيء في المدن الكبرى.
وكانت “ديترويت” صاحبة أكبر تجمع عربي في مكان واحد في الولايات المتحدة آنذاك، كما أن السود هم العنصر الغالب بالمدينة، ورغم شهرة المدينة في صناعة السيارات والمعارض التي تقام فيها فإنها من أعلى المدن في معدل الجريمة، لكن على أي حال فالوجود العربي المكثَّف يسمح لهم بإقامة الأذان في المسجد اليمني الموجود بالمدينة.
ويتطرَّق الكاتب إلى الوجود العربي لليمنيين خاصةً في هذه المدينة، وكيف كانت علاقتهم ضعيفة بالأمريكيين، مما يجعل لغتهم الإنجليزية ضعيفة، حيث ذكر أن أحد أصدقائه حكى له أنهم لما أرادوا أن يعلنوا في المسجد إعلانًا يطلب عدم إيقاف السيارات أمام المسجد كتبوا: “Please, do not bark in front of the Masjid”، فأصبح المعنى أنهم يطلبون ألا ينبح الناس أمام المسجد بسبب حرف b!
الفكرة من كتاب أيام بين شيكاغو وباريس
في ثنايا الكتب وأدب الرحلات نرى البلاد بتفاصيلها وإن فصلتنا عنها الحدود والبحار، فنعلم أحوالها وألوانها وشوارعها لدرجة تجعلنا نصفها ونعيش أحداثها برغم المسافات، وهذا ما أراده “الأحمري” في كتابه هذا، ولكن ما سيُضفي قيمة إلى ذلك هو أنه جعلها في خضم أحداثٍ عصيبة على المستوى العالمي، وهي أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، وفي هذه الأثناء يصف “الأحمري” رحلته في شيكاغو الأمريكية، ثم في باريس الفرنسية.
مؤلف كتاب أيام بين شيكاغو وباريس
محمد بن حامد الأحمري، هو كاتب ومفكر سعودي قطري، حصل على الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر لمنطقة شمال أفريقيا، كما شغل منصب رئيس التجمع الإسلامي لأمريكا الشمالية.
ومن أهم مؤلفاته: “الحرية والفن عند علي عزت بيجوفيتش”، و “ملامح المستقبل”، كما شارك في تأليف عدة كتب أهمها “العرب وإيران”.