دونيَّة المرأة وفقًا لداروين
دونيَّة المرأة وفقًا لداروين
يعتقد كثيرون أن نظرية داروين نظرية تتعلَّق بالإنسان والكائنات الحية والعلاقة المشتركة بينهما، ولكن الناظر في المراجع الداروينية يجد حقيقة النظرة الداروينية الدونية للمرأة، فقد درَّس داروين ودرَّس أنصاره أن الأنثى أدنى فكريًّا وبيولوجيًّا من الذكر، وذلك بسبب الانتقاء الجنسي والانتقاء الطبيعي.
فتقدُّم الذكر بالانتقاء الجنسي كان من خلال نضال الذكر لحيازة الأنثى، فحتى تنتقل جينات الذكر عبر الأجيال يسعى لإثبات تفوُّقه الفكري والجسدي لجذب الأنثى، بينما تكتفي الأنثى في سعيها لإثبات أفضليتها في الجاذبية الجنسية، ومثَّل لذلك بتقاليد للهنود الحُمر، إذ إن الزوج يتصارع مع ذكور آخرين لكي يحافظ على زوجته، أو يحمل جائزته كما عبَّر عنها داروين.
أما من جانب الانتقاء الطبيعي، فإن الرجل قام بالكثير من الأعمال الشاقَّة والصعبة مثل الصيد وحماية الإناث والأطفال، ولهذا كانت جينات الذكر في حالة من التطوُّر الدائم لتعطيه فرصة للبقاء أكثر من الأنثى، ولهذا فإن الذكور في نظر داروين يتمتعون بتقدُّم تطوُّري أفضل من الإناث، فالأنثى ما هي إلا طفل كبير.
وغير داروين فهناك الكثير ممن يتبنَّون مذهبه لهم آراؤهم الواضحة حول دونية المرأة، فهذا كارل فوجت يرى أن “كلًّا من الطفل والأنثى والشيخ الهرم عندهم شخصية (زنجي بالغ) وخصائصه الفكرية!”، كما يرى أن الفجوة التقدُّمية بين الذكر والأنثى تزداد مع تقدُّم الزمن وتطوُّر الحضارات.
وغير كارل فوجت؛ فهذا جورج جون رومانز يصرِّح أن “الإناث أكثر عاطفية وأقل دماغًا بشكل مُتزايد”، وغيرهم من أنصار نظرية داروين الذين أكَّدوا ما يراه داروين من دونيَّة المرأة، محاولين تفسير ذلك وتبريره في سياقات علمية ليس لها أدلَّة بيولوجيَّة صريحة.
الفكرة من كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
حينما يرفع الغرب شعار “حقوق المرأة” فما الذي يُريده تحديدًا بمقولته تلك؟ وما الحقوق التي يقصدها؟ بل قبل ذلك من تكون المرأة في الفلسفة الغربية؟ وهل يعد كل ما تسعى له النسويَّات في حقيقة الأمر منافيًا الفلسفة التي ينطلقن منها؟ أم أن كل شيء يبدو في ظاهره جيدًا فإنه في حقيقة أمره جيدٌ أيضًا؟
في هذا الكتاب أمامنا أربع مقالات ذات موضوعات مختلفة مُتعلقة بقضايا المرأة والنسوية، يتضح خلالها الجوانب المسكوت عنها فيما يخصُّ المرأة في الفلسفة الغربية والمجتمعات الإلحادية.
مؤلف كتاب المرأة بين الداروينية والإلحاد.. أربع مقالات عن المرأة في التعاليم الداروينية والمنهج المادي
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
جيري بيرغمان: أستاذ في البيولوجيا والكيمياء والفيزياء في جامعة ولاية نورث ويست، نال ست درجات جامعية، وله عدد من المؤلفات والأوراق العلمية التي تُرجِمَت إلى لغات مختلفة.
روبيكا واطسن: مُدوِّنة وناشطة أمريكية، تابعة للتيار الشكوكي الإلحادي والتيار النسوي.
كاتي آنجل هارت: كاتبة ملحدة لها عدد من المقالات على موقع salon.com
آنا بيثرك: صحفية حُرة في مجال الصحة والعلوم.