دولة أفغانستان ورأسمالية الكوارث
دولة أفغانستان ورأسمالية الكوارث
إن هذه السياسات العامة التي تحدثنا عنها، هي السياسات التي تتبعها دول العالم الكبرى في تعاملها مع دول العالم النامي التي تحتلها، أو تسيطر على مواطن النفوذ فيها.
فدول كأفغانستان، وباكستان، والعراق، التي كانت ضحايا للفكر الرأسمالي للولايات المتحدة، عانت من صراعات وفوضى لعديد من الأعوام، قُتل على إثرها مئات الآلاف من أبناء هذه الشعوب، ودمرت البنية التحتية لهذه الدول، وانفجرت في هذه الدول معدلات البطالة، والفقر، والفساد، وكانت الشركات المتعددة الجنسيات هي المستفيد الأكبر من قيام واستمرار الحروب في هذه البلاد.
ولقد استمرت معاناة هذه الدول من الآثار السلبية للنظام الرأسمالي حتى بعد مغادرة قوات الولايات المتحدة للبلاد، فبسبب اتكال هذه الدول على المساعدات التي تأتي من الخارج لمدةٍ طويلة من الزمن استمرت فيها الصراعات والحروب، بالإضافة إلى توقف عجلة النمو الاقتصادي في هذه الدول، وهو ما حرصت الشركات المتعددة الجنسيات وحكومة الولايات المتحدة على حدوثه؛ لم تستطع هذه الدول تقبل فكرة النهوض بالدولة دون وجود المساعدات التي تأتي من الخارج.
والمؤسف أن هذه المساعدات الأجنبية التي بلغت عشرات المليارات، لم تترك أي أثر يذكر للنهوض بهذه الدول، وتحسن جودة الخدمات التي تقدم لأبناء الشعب، وإنما أنفق معظمها لشراء مواطن النفوذ في الدولة.
وتقع الدول الفقيرة دومًا في فخ الإغراءات المادية التي تقدمها الشركات الأجنبية، ثم تفاجأ في ما بعد بعدم حدوث تحسن في مستوى معيشة سكانها المحليين، مع عدم قدرة الدولة على الاستغناء عن هذه الشركات، وهو ما يجعل عجلة الرأسمالية تستمر في الدوران، إذ تكمن قوة النظام الرأسمالي في قدرته على ترسيخ جذوره في نظام أي دولة يعمل بها.
الفكرة من كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
إن التأثير المدمر للرأسمالية في الحياة والبيئة والمجتمع، قد بلغ ذروته في الأيام التي نعيش فيها، فعدم المساواة في الدخول، وتحكم الشركات في سياسات الدول، وانتشار ثقافة السعي وراء المادة والربح، دون الالتزام بالمعايير الأخلاقية، جميعها آثار للنظام الرأسمالي الذي نعيش فيه
وتمثل الحروب والكوارث التي تحدث في دول العالم، إحدى الأسواق الخصبة لعمل الرأسماليين، إذ تعمل الشركات الأجنبية وحكومات دول العالم الكبرى على استغلال الكوارث والحروب التي تحدث في أنحاء العالم، لجني الأرباح عن طريق استغلال موارد هذه الدول، ثم العمل على إطالة أمد الصراعات فيها، كي تظل مصدرًا لجني الأرباح.
يحتوي هذا الكتاب على قصص لمجموعة من الدول، عانت شعوبها من الآثار المدمرة للرأسمالية، لكنها لم تكن مرئية بما يكفي كي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية.
مؤلف كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
أنتوني لوينشتاين: صحفي أسترالي مستقل، ومنتج أفلام وثائقية، يعمل في صحيفة الجارديان البريطانية، كما كتب عديدًا من التحقيقات والتقارير والمقالات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وصحيفة The Nation، وقناة الجزيرة الفضائية، وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وله فيلم وثائقي حول كوارث الرأسمالية بعنوان Disaster Capitalism.
وله عدة مؤلفات أخرى غير هذا الكتاب، من أبرزها:
The Blogging Revolution.
Loving This Planet: Leading Thinkers Talk About How to Make A Better World.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبد الحميد: حاصل على ليسانس الآداب، قسم الصحافة، من جامعة القاهرة، وعضو في منظمة الصحفيين العالمية، عمل محررًا ومترجمًا لدى وكالة الشرق الأوسط المصرية، ووكالة أنباء رويترز، وعدد من الصحف الأخرى.
ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها كتاب “الشرق الأوسط المعاصر: محاولة للفهم”.