دور ستالين مع زعيمه
دور ستالين مع زعيمه
مع استيلاء لينين على الحكم، بدأ يقوى ظهور ستالين داخل الحزب، وعُيِّن عضوًا بالمكتب السياسي، وآمن بحق الدولة السوفييتية في فرض إرادتها على الشعوب المتمردة، فاقترح تأليف لجنة “التشيكا” لقمع وإثارة الرعب في كل ثورة مضادة للثورة البلشفية، كما أيَّد معاهدة برست ليتوفسك الخاصة بخروج روسيا من الحرب العُظمى، وعُيِّن ستالين بعد ذلك قوميسيرًا للتفتيش، ثم شارك بعدها في الحرب بين بولندا وجيش ورانجيل، لكن لينين كان شديد الحذر من ستالين، إذ ترك وصية سياسية يدعو فيها إلى الحذر منه، وكان أقرب الأشخاص إلى لينين هو تروتسكي، وقد ذكرت وصية لينين تخوفه من انقسام الحزب بين ستالين وتروتسكي، كما تسبَّب سوء تصرفات ستالين في جورجيا واستعماله القوة في إضافة لينين إلى وصيته أنه يحذر من تولي ستالين لمنصب السكرتير العام ونصح بإبعاده.
تُوفِّي الزعيم لينين في يناير 1924م، وكان رجله المفضل تروتسكي قد سافر جنوبًا لتلقي العلاج، ولم يحضر جنازته لأن ستالين أبلغه بموعد غير صحيح لتشييع الجنازة، وألقى ستالين خطاب التأبين في الجنازة، ثم بدأ طريقه للقضاء على كل خصم يقف في طريقه، وأولهم تروتسكي ومدام كروبسكايا -أرملة لينين- ولما لم تظهر في الوصية كلمة صريحة بتعيين خليفة للينين، تُرِك الأمر في النهاية للمؤتمر، ليبدأ ستالين بعدها في إزاحة أهم منافسيه، وبالفعل استطاع إقناع لجنة المؤتمر بنفي تروتسكي إلى سيبيريا ثم نفيه بعيدًا أكثر إلى تركيا عام 1927م.
وذُكِر أنه عام 1940م قُتل تروتسكي في مكسيكو بتحريض من ستالين، وتألَّفت القيادة الحاكمة لروسيا آنذاك من الثلاثي: ستالين وكامينيف وزيتوفيف، فيما عُرف بالحكومة الثلاثية، فاستعان ستالين بالتيار الأيمن للحزب بقيادة بوهارين وريكوف للقضاء على الخصمين المتبقيين في الحكومة الثلاثية “زينوفيف وكامينيف” لينفرد بالحكم في عام 1927م، مُستغرقًا نحو أربعة أعوام للاستئثار بالحكم.
الفكرة من كتاب ستالين
سار الروس على هدي الماركسية في حماسة، واعتنقوا المذهب اعتناقًا صلبًا لا يلين، حتى أصبح مُتحجرًا، وتكوَّن رسل الشيوعية من كلٍّ من ماركس وإنجلز ولينين وستالين، فقد حكم ستالين روسيا نحو ثمانية وعشرين عامًا، ولم يحدث في التاريخ أن جمع حاكم في يده مثل هذه السلطة المطلقة التي كانت لستالين، والذي حكم بها ربع الأرض، ويصدر الكاتب كتابه هذا تزامنًا مع مرور أربعين عامًا على الثورة الروسية، أي خلال فترة حكم خروشيشيف خليفة ستالين، ويناقش شخصية هذا الديكتاتور الصلب ليتعمَّق في خفاياها، فكيف لهذا الذي بدأ حياته لسرقة المصارف لأجل حزبه أن يكون يومًا ما ذا سلطة على كل المصارف؟!
مؤلف كتاب ستالين
فرج جبران: كاتب وصحفي ومترجم مصري، عمل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، ترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، كما اشترك في إصدار مجلة “الشعلة”، وفي تحرير آخر ساعة، تُوفي عام 1960م في حادثة اختفاء طائرة أقلعت من بريطانيا ولم يُعثر عليها حتى الآن.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “تعال معي إلى أوروبا” و”غرام الملوك” و”ابن بطوطة الثاني”.