دور المغالطات المنطقية
دور المغالطات المنطقية
تهتم المغالطات المنطقية بوصف صور شائعة من الأخطاء في التفكير والنقائض التي تقع في الاستدلال، ويكون هناك عنوان يعبر عن مفهوم كل منها، وعلى كثرة عددها، ذكر المؤلف أربع مغالطات هامّة تكشف أصول الأخطاء ومفاصل الإشكالات في الأفكار، مما يصب في مصلحة التفكير الناقد، وهي:
أولًا: مغالطة رجل القش، ورجل القش هو رجل وهمي يُوضع في الأراضي الزراعية بهدف حمايتها، وهذا المعنى يتوافق مع من يرسم صورة مشوهة لمخالفه ويبدأ في التعامل معه ونقده من منطلق الصورة التي رسمها، فهو كمن يكذب الكذبة ويصدقها كما تصف أقوالنا الشعبية.
ثانيًا: مغالطة الشخصنة، وفيها يتم تحويل مناقشة الفكرة إلى جعل صاحبها الموضوع، وغالبًا يكون ذلك مصحوبًا بمحاولة إسقاطه بذكر عيوبه ومساوئه والتشهير به.
ثالثًا: مغالطة الرنجة الحمراء، والرنجة الحمراء هي سمكة لها رائحة قوية، يستعملها اللصوص لتشتيت الكلاب البوليسية، والأمر نفسه يحدث حينما تناقش فكرة معينة، فتجد الآخر يأخذك ويدور بك في كل طريق إلا طريق الفكرة الأساسية، بهدف التشتيت والتضليل.
رابعًا: مغالطة المنحدر الزلق، وهنا تجد عدسة مكبرة موضوعة على كل شيء، فالنتائج تتضخم والأمور تسوء بلا أي داعٍ، سواء رفض الفكرة والمبالغة في وصف ما ستؤول إليه من النتائج.
فهذه مجموعة من المغالطات المنطقية، التي يُشكّل فهمها وحسن ملاحظتها فارقًا كبيرًا في مناقشة الأفكار ونقدها.
الفكرة من كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
في ظل التعرض الكثيف والهجوم المخيف لموجات التشكيك والشبهات والإشكالات التي تعترض عالمنا اليوم وتغزو فكر الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين، فتضعف يقينهم وتطمس هويتهم لتفصلهم عن جذورهم وتجعلهم تابعين، تبرز الحاجة الملحة إلى مهارات التفكير الناقد معرفةً وتعلمًا وإتقانًا حتى يقدر الفرد على تمييز الأفكار، خبيثها من طيبها وخطئها من صوابها، فلا يكون كالريشة في مهب الريح تتلاعب به حيث شاءت.
فبالمنطق والنقد ثم الفطرة السليمة يهتدي الإنسان إلى الحق ويعرف الطريق المستقيم ليتبعه ويمسك بجذوره، فيهنأ بنعيم اليقين والطمأنينة وينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جاء الكتاب من أجله
مؤلف كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
أحمد يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية، ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده منذ الصِّغَر فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وعددًا من المتون في مرحلة مبكرة. تلّقى العلم من بعض العُلماء منهم: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ يحيى بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي.
أنشأ أكاديمية الجيل الصاعد التي تقدم عددًا من البرامج والمسارات التي تهدف إلى تعزيز العقيدة والهوية الإسلامية السليمة والوعي والثقافة للجيل الصاعد.
من مؤلفاته: البناء العقدي للجيل الصاعد، سابغات، كامل الصورة، إلى الجيل الصاعد.