دور المسلم
دور المسلم
إن الأسرة المسلمة لا تقوم إلا بجهود الرجل القوي الفاضل والمرأة القوية الفاضلة فينتج عنها ذرية طيبة، ومن طرق تحرير الفتاة المسلمة أن المرأة القوية الفاضلة تكون نموذجًا قرآنيًّا لكل فتاة مسلمة، لذا أصبح لديها مسؤولية كبيرة نحو نساء الأرض، ولكن العائق هنا هو عدم وجود نموذج تربوي قابل للتطبيق، لذا لا بدَّ من إنشاء مدرسة فكر إسلامية تدعو إلى إعداد هذا النموذج بمساعدة الدعاة.
ولأن المشكلة أكبر من وجود تغريب واضح للمرأة فإن الإسلاميين والعلمانيين، وكلاهما باحث في قضايا المرأة، بعيدون كل البعد عن القضية نحو تحرير المرأة من الاسترقاق الحديث، وأزمة المثقف العربي أنه حبيس التلقين عاجز عن العمل على الإصلاح، فما زال يخلط بين التنظير العملي واللغو الكلامي دون علاج.
لذا جاء دور المسلم أن يعُد نفسه إعدادًا نموذجيًّا للعالم متمسكًا بالهوية والقيادة بالدين، ولا نقول إن الإنسان المسلم تكوين شخصيته هو المثال المطلوب لكنه مادة خام بشرية متاحة في إعلاء الحق.
إن دور المسلم متناقض حيث سُخِّرت له البيئة من حوله فانحسر في شهواته وتعصُّبه لأفكاره وقبيلته مما أدى إلى اكتسابه حالة من الركون، أما الدور الثاني فحين تكون مرجعيته الدينية الإسلامية رادعًا له عن أهوائه تُزكيه وتعلمه يتحول من حالة الركون إلى عمل صالح نافع لأجل مرضاة ربه وإعلاء كلمة الدين ولن تكون غايته في قبيلته، بل سيرى الأمة الإسلامية جمعاء أمته التي يعمل لنصرتها، فسيظل الإسلام كالماء يحيي كل ميِّت.
لكن الإنسان المسلم المعاصر في ابتلاء شديد حيث لم يتحصَّن بالشريعة الإسلامية ولم يتدبَّر حرفًا من أوامر الله في القرآن والسنة، فيجب أن يتحصَّن بهما ليستطيع الرد على الهجمات العالمية ضد الإسلام من تهم زائفة مثل الإرهاب.
ولنا أن نعلم أن مسؤولية نصرة الإسلام ليست مقتصرة على الرجل المسلم، بل تمتد أيضًا إلى الفتاة المسلمة، فهي في بلاء أشد، فهي مُحاطة بالفتن وقد سبقتها الصحابيات وزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذا التحدي ضد الفتن، فلديها درب طويل تقطعه لتتغلَّب عليه وتكون نموذجًا للمرأة المسلمة في ظل هذه العولمة، ولتتصبَّر بقول الله (عز وجل): ﴿اصبرُوا وصَابرُوا ورَابطُوا واتَّقوا الله لعَلَّكُمْ تُفلِحُون﴾.
الفكرة من كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
منذ عقود وكل الجدالات حول المرأة تتمركز حول “ماهية نموذج المرأة المسلمة”، لكن في الأزمنة المعاصرة الحديثة تحوَّلت المرأة من نموذج إلى سلعة من أجل سوق العمل أو سلعة تروِّج لزيادة الاستهلاك عن طريق الجمال والشهرة وغيرها من أمراض العصر الحديث، فالمرأة هي المركز الذي تدور حوله الأسرة المسلمة، ومع تفكيك الأسرة المسلمة تسمَّمت أفكار الفتيات المسلمات وأصبحن بلا هوية ولا رادع، فهن بحاجة إلى إدراك تحديات هذا العصر وكيفية مواجهته.
مؤلف كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
ماجد عرسان الكيلاني: مفكر ومؤرخ تربوي، ولد في الأردن عام 1351 هـ/ 1932م، حاصل على شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأمريكية في بيروت، وشهادة ماجستير في التربية من الجامعة الأردنية، وشهادة دكتوراه في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
من أبرز أعماله: “هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”، و”فلسفة التربية الإسلامية”، و”مقومات الشخصية المسلمة”، و”الأمة المسلمة”.