دور الشركات في قطاع الخدمات
دور الشركات في قطاع الخدمات
هناك أغراض أخرى يتم إدخالها من قبل الشركات والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، منها: تحرير الناس من الفقر، ويكون هذا الغرض المعلن، لا أن تقوم تلك المنظمات بالتشجيع على تحرير وخصخصة الخدمات، فتسعى هذه المنظمات وراء المياه، ويفقد الناس ملكيتهم في مصادر المياه وحيويتها، وتقوم الحكومة بالتخلي عن مسؤولياتها وتخضع لإرادة تلك الشركات متعددة الجنسيات العملاقة، وتدفع تلك الشركات إلى الاستثمار الجديد في الاقتصاد بهدف جني الأرباح من المياه، وذلك من خلال خصخصة المياه العامة، وتشجيع المياه المعبأة، وبيع المياه من المناطق الغنية بالمياه إلى الأسواق التي توجد بها ندرة في المياه وتحقق بذلك فوائد كثيرة، كما تقوم بالضغط على الشركات بإضعاف جودة المياه، وتسعى دومًا للتوصل إلى اتفاقيات تجارية تمكِّنها من السيطرة على الموارد المائية، فيحصل سكان العالم على 10% من الماء عن طريق تلك الشركات، ومن أشهرها سويز الفرنسية، وفواليا (فينفندي سابقًا).
تتدخَّل أيضًا في السياحة بكونها أكبر الاقتصادات العالمية التي تجني أموال ما بعد النفط، وتسيطر إلى حدٍّ كبير على السياحة العالمية وتسخِّر البلدان الفقيرة المضيفة في خدمتها، وتحقِّق من تنظيم الرحلات الرخيصة للأشخاص في الغرب أرباحًا كبيرة، فسكان البلاد المضيفة لا يحصلون إلا على الكفاف، ويحلُّ الضرر في جميع اقتصادات الدولة المضيفة، من خلال ملكيتها الفنادق، وخطوط الطيران وشركات السياحة والمطاعم الكبيرة، فعندما يزور السياح شواطئها، تحصل البلدان النامية عادةً على ثلث ما ينفقون، أو أقل من ذلك.
تعمل أيضًا الشركات على بناء السدود ولكنها لم تراعِ السكان الموجودين في أماكن تلك السدود والآثار المترتبة على انتقالهم، فهم لا يستفيدون شيئًا من هذه السدود التي تُبنى بهدف الحصول على طاقة كهرومائية تحتاجها المصانع التي تقع في المناطق الحضرية، فبذلك يزيد الفقر فقرًا عليهم.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).