دور الشركات في قطاع التعدين
دور الشركات في قطاع التعدين
في ظلِّ غياب التنظيم في قطاع صناعة التعدين مع تحرير التجارة وبرامج الخصخصة، يكون هناك فرصة مواتية للشركات متعدِّدة الجنسيات، وتنظر الحكومات إليها كمصدر للعوائد وتوفير فرص العمل، كما أن بعض البلدان تقوم بتعديل قوانينها وتخفِّف من لوائحها وتقدِّم الإعفاءات الضريبية لجذبها.
تؤثر مشروعات التعدين في البيئة لأنها تؤدي إلى تلوُّث المياه وتخريب الأراضي الزراعية والمصايد وتؤثر بالسلب في الموارد الغذائية وأرزاق السكان، وتعمل على حدوث اضطرابات اجتماعية خطيرة، وكل هذه المخاطر تعود على الحكومة بأموال محدودة.
قطاع التعدين في الذهب يكون الأكثر ربحية، ولكنه يعتبر خطرًا بسبب عملية استخراجه فيترتب عليه أعباء صحية وبيئية كبيرة، ويزيل مليارات الأطنان من الخام، وقطع الأشجار، وإزالة التربة السطحية والحياة النباتية، ولكن الطلب على الذهب يكون مرتفعًا عالميًّا، وهناك الكثير من الدول الأفريقية التي تمتلك مناجم من الذهب، ويجلب الذهب في المناطق الفقيرة أرباحًا هائلة على موازنات الشركات عابرة القومية، على الرغم من استخراجه الذي يهدِّد حياة الفقراء.
ورغم كل مخاطر التعدين في الشركات عابرة القومية لا يمكن أن تتوقَّف لأنها تجني منه الكثير من الأرباح ويعتبر التعدين حرمة لأنه ينتهك أراضي السكان الأصليين، ومن غير المتوقع أن يقدم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي قروضًا للشركات، ولأن العالم يحتاج إلى الخامات التي تستخرج من المناجم فلا ينبغي أن يتم ذلك على حساب الفقراء، والتعدين هو نشاط قصير العمر، فبمجرد أن يتم استخراج المخزون يغلق أبوابه، ولا يكون هناك اهتمام بما يحدث بعد ذلك، فمن المعقول أن تعيد الشركات المناطق إلى الاستفادة منها كما كانت، وبذلك يقضي الأمر أن يزيد فقر الفقراء في البلدان النامية الغنية بالثروات المعدنية.
الفكرة من كتاب نهب الفقراء
هذا الكتاب يفسِّر لنا بعض أسباب فقر الدول بشكل عام، ودول أفريقيا بشكل خاص، لوجود معظم الدول النامية فيها ولكثرة الشركات عابرة القوميات التي تأتي إلى بلدانها، ونتعرف معًا على هذه الشركات، ودورها في البلدان النامية وأهداف وجودها، وتبريرها بما تُنشَأ من أجله، وهو إقامة المشروعات التي تدَّعي أنها تعمل على تنمية هذه الدول، ولكن نجد من خلال هذا الكتاب أنها تقوم بنهب شعوب أفريقيا من خلال المشروعات التي تعمل عليها، فهي دائمة السعي وراء الأرباح والثروات الطبيعية والمعدنية التي توجد في أفريقيا، ويوضح الكاتب من خلال كتابه الأسباب وراء فقر دول أفريقيا، رغم أنها تمتلك ثرواتها وأراضيها، وسوف نعرض أهم النقاط التي جاء بها الكاتب لكي توضح لنا دور الشركات عابرة القومية في الدول الفقيرة.
مؤلف كتاب نهب الفقراء
جون ميدلي: ولد في 19 أبريل 1891 في أكسفورد، وتوفي عام 1862، وله العديد من المؤلفات والكتب منها: “العصر الذهبي” (1963)، و”الاندفاع إلى الثراء” (1971)، و”من صحارى الأنبياء يأتون” (1973)، و”جون موناش” (1982).