دور الرعاية النهارية (الحضن البديل)
دور الرعاية النهارية (الحضن البديل)
حين يخرج الأبوان إلى العمل فإنهما يُسلمان طفلهما إلى دور الرعاية النهارية، ولا بد أن نقف ونسأل عن طبيعة هذا التصرُّف، وعن ما كان للرعاية النهارية من تأثير في نمو شخصية الطفل على المدى الطويل؟ وهل تؤثِّر في صحته الجسدية والذهنية؟
إن الرعاية النهارية هي خيار سيئ للوالدين اللذين يمتلكان الخيار في العمل الخارجي لأنها ترفع من حصيلة الضرر بأشكال متنوعة في الأطفال، ومن ذلك: كون الرعاية النهارية ساحة جيدة لنقل الأمراض والجراثيم للأطفال، والتي قد تسبِّب أضرارًا جسيمة لصحة الطفل، وذلك لأن العدوى مُرجَّحة بشكل أكبر بين عدد كبير من الأطفال عما لو كان الطفل وحده، هذا إلى أن الأطفال في الغالب خلال وجودهم في الرعاية لا يرضعون من حليب الأم، وحليب الأم هو أقوى مُدعِّم للجهاز المناعي، بالإضافة إلى ذلك مشاركة الأطفال للألعاب، والاتصال المستمر باليد من الفم.
وقد أخبر عدد من الأطباء حول الأمراض المنتشرة في تلك الدور، فذكر منها: التهاب الأذن الوسطى، والقمل، والجرب، والتهاب الكبد الوبائي (A) الذي يمكن أن ينتقل من البُراز.
ومن خلال مُقابلات واسعة مع موظفي الدور كشفوا عن بعض السلوكيات لبعض الآباء التي لا تُعينهم على ضبط صحة الأطفال، فمثلًا تُعطي الأم لطفلها دواءً خافضًا للحرارة في السيَّارة قبل تسليمه إلى دار الرعاية فتنخفض حرارته خلال فترة وجوده في الدار، ومجرد انتهاء فترة العمل تعود لأخذ طفلها وقد بدأ تدريجيًّا اختفاء تأثير الدواء.
وفي دراسة مع الآباء كشفت أن 41% من الآباء صرَّحوا بأن ظروف عملهم أثَّرت بشكل سلبي في صحة أطفالهم، لكون جدول أعمالهم مزدحمًا، فتتعارض مواعيد الطبيب مع مواعيد عملهم، لذلك يشعرون أن تعب الطفل ليس له مكان في هذا الجدول.
الفكرة من كتاب وحيدًا في المنزل
الناظر إلى المجتمع الأمريكي يرى أن الأفراد قد نالوا الحرية في كل شيء، فصارت الخيارات الشخصية مُقدَّمة على غيرها، وقد يعتقد الكثير أنه “نعم” هذا هو المطلوب، وأنه أمر جيِّد، ولكن كانت هذه الحرية المفتوحة كابوسًا جديدًا على عدد كبير من أطفال أمريكا.
تأخذ الأم قرار العمل خارج المنزل، فتترك طفلها في أحد الحضانات أو دور الرعاية حتى ينتهي دوامها، وقد يبدو مشهدًا عاديًّا إذا ما نظرنا إلى قرار تلك الأم وحدها فقط، لكن ماذا عن تراكم ملايين القرارات المشابهة من عدد كبير من الأمهات؟ وما أثرها في الأطفال والمراهقين؟ وما أثرها في السلوك المجتمعي؟ فالكثير ينظر إلى مسألة عمل الأم أو غياب الأب بشكل قاصر على حالة فردية، لكنه ينسى الكارثة المجتمعية الحاصلة.
في هذا الكتاب تكشف لنا الكاتبة من خلال دراسات وإحصائيات وظواهر مجتمعية يعيشها المجتمع الأمريكي مدى أثر هذه القرارات، وكيف تأثَّر المجتمع الأمريكي بهذا الأسلوب في حياة الأسرة.
مؤلف كتاب وحيدًا في المنزل
ماري إبرستاد: باحثة وكاتبة أمريكية الجنسية، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال، تعمل في منزلها باحثة لمؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، وهي أيضًا مستشارة تحرير “مجلة بوليسي” ريفيو، نُشر لها عدد من المقالات ومراجعات الكُتب في عدد من المجلات والصحف مثل “تايم”، و”وول ستريت جورنال”، و”ويكلي ستاندرد”.
من مؤلفاتها:
How the West Really Lost God: A New Theory of Secularization.
Primal Screams: How the Sexual Revolution Created Identity Politics.
معلومات عن المترجم
أسامة إسبر: سوري الجنسية، وُلِد عام 1963، وهو شاعر وصحفي ومترجم، صدر له مجموعات شعرية وقصصية، وترجم عددًا من الكُتب منها: “أحلام آينشتاين” لآلن لايتمان، و”نشأة النظام الأبوي” لغيردا ليرنر.