دور الذاكرة في إنماء ذكائك اللُّغوي
دور الذاكرة في إنماء ذكائك اللُّغوي
هل سبق وكنت في حديث مع أحدهم، وأردت أن تخبره بشيء كان على طرَف لسانك فَطَارَ؟ أو كنت في لجنة امتحان فأردت تَذَكُّر معلومة، ولكن لم تتذكرْها إلا بعد تسليم الورقة والخروج من اللجنة؟ على الأغلب إن واحدة من أصعب العقبات في التعلم هي التذكر، فلماذا قد تخونك ذاكرتك في أوقات كتلك؟ وماذا يجب أن تفعل حتى تتمتع بذاكرة جيدة؟
إن أحسن الطرائق لاستيعاب هذا الكم الهائل من الكلمات، هي إلقاء نظرة شاملة وسطحية على العمل ككل، وفحص بعض التفاصيل، من الفهرس وعناوين الفصول، والعناوين الفرعية، والرسوم التوضيحية، ومقدمة وملخص الكتاب، فهذه الأشياء تساعدك على استخراج الكلمات المفتاحية وأفكار وصور الكتاب الذي تريد قراءته، أو دراسته، فلا يجعلك هذا تتعرض لشتات الأفكار أو الوقوف على جمل عارضة سريعًا ما تُنسى.
في أثناء القراءة، حاول القراءة بسرعة، مُستخرِجًا الأفكار الأساسية بالكلمات المفتاحية التي تساعدك على تذكر العمل ككل، فأفضل وسيلة هي تكوين خارطة تربط بين الكلمات والصور وتعكس محتوى المادة المقروءة، وحتى تستفيد من القراءة في تنمية مهاراتك اللُّغوية، حاول تَصَيُّد الكلمات الجديدة وتعلُّمها، وتَكرارها من حينٍ لآخر، فإن أفضل وسيلة لتحفيز الذاكرة هي التكرار؛ كرر ما تريد حفظه على الأقل خمس مرات، ومن ثم واظب على مراجعة معلوماتك تلك على فترات حتى تثبت، ثم أعد ذلك في نهاية كل أسبوع أو شهر.
إن أنماط الذاكرة ثابتة لا تتغير، ويمكن معرفتها وضبطها والتحكم فيها، فقد أظهرت الدراسات أننا نتذكر الأشياء بصورة أكبر عند بداية المذاكرة وفي نهايتها، وما نكوّن له صورًا في مخيلاتِنا، وما نُنشئ معه عَلاقة ترابط مع غيره من الأشياء، كما تعتبر الصور غير المألوفة أكثر ثباتًا في الذاكرة من الصور المعتادة، لذا احرص على أن تجعل بيئة دراستك مكانًا مبدعًا، وتتخذه ملعبًا للكلمات.
الفكرة من كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
تعد اللغة حجر أساس التواصل بين البشر، فكلما زادت مفرداتك كنت قادرًا على إقناع الآخرين أو إلهامهم أو على التأثير فيهم، لذا أصبحت الكلمات من أهم العملات الرابحة في “ثورة المعرفة”، وكلما ازدادت حصيلتك اللُّغوية ازداد نجاحك بشكل عام، وحظيت بتواصل أفضل مع الناس.
لذا يعطي الكتاب صورة عن كيفية تطوير اللغة، فيأخذنا في رحلة لاكتشاف عالم اللغة، وكيفية تطوير المهارات اللُّغوية، وذلك من خلال معرفة سُبُل التعلم، وكيفية إنماء المفردات الكلامية، وسُبُل تحفيز الذاكرة، وتطوير الذكاء الكلامي، إذ يعتبر الذكاء الكلامي هو القدرة على التلاعب بالحروف ودمجها وتجميعها من أجل تكوين جُمَل وكلمات متنوعة، ويُقَيَّم مستوى هذا النوع من الذكاء من خلال حجم الكلمات التي تستخدمها ومقدارها وقدرتك على رؤية العَلاقات المختلفة التي تربط بين الكلمات.
مؤلف كتاب قوة الذكاء الكلامي: عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من عبقريتك الإبداعية
توني بوزان: المشهور بأستاذ الذاكرة، كاتب ومؤلف في علمَي النفس والتنمية البشرية، يرأس مؤسسة Brain Foundation، وهو منشئ مؤسسة Brain Trust Charity ونادي Use your Brain.
نُسِبَ إليه وضعه لخرائط العقل، وهي عبارة عن أداة للتفكير متعددة الأساليب لتقوية الذاكرة، وهو كذلك مؤسس مسابقات العالم للذاكرة التي تعد حدثًا مهمًّا في الأوساط الثقافية والرياضية العالمية، وافته المَنِيَّة عام ٢٠١٩م، وقد ترك سِجِلًّا ضخمًا يحوي أعمالًا بديعة منها:
كتاب استخدم عقلك.
كتاب تحكم بذاكرتك.
كتاب العقل أولًا.
القائد الذكي.